خالد بن الوليد - رضي الله عنه - (2 من 2) - إسلاميات

  • 6/26/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تحت هذا العنوان نعرض لحلقات يومية متتابعة على مدار أيام الشهر الفضيل، نقدم من خلالها وصفاً للأيام الاخيرة في حياة بعض الشخصيات التي كان لها اثر واضح في تاريخ الأمة الاسلامية، لنتخذ منها العبرة والعظة... والله أسأل التوفيق والسداد. وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه شارك خالد رضي الله عنه في الفتوحات رغم عزله من قيادة الجيش ولم يؤثر هذا في معنوياته لانه جندي من جنود الاسلام في اي موقع كان وقال خالد بن الوليد عندما عزله عمر بن الخطاب: «اني لا اقاتل من اجل عمر انما اقاتل من اجل رب عمر». وبعد انتهاء الفتوح في بلاد الشام استوطن خالد حمص حتى وافته المنية. وقد عاش خالد بن الوليد بعد ان عزله عمر بن الخطاب اربع سنوات وقد قال رضي الله عنه: «الحمد لله الذي قضى على ابي بكر الموت وكان احب الي من عمر والحمد لله الذي ولى عمر الخلافة ثم الزمني حبه». وانتشر مرض الطاعون في بلاد الشام وقضى على اعز اصدقاء خالد من القادة العظام امثال ابو عبيدة بن الجراح وشرحبيل ويزيد وضرار رضي الله عنهم اجمعين، ثم قضى هذا المرض على ابناء خالد واحدا تلو الاخر كل هذا كان له تأثير على نفس القائد الكبير الاسطورة خالد بن الوليد رضي الله عنه. توفي خالد بن الوليد على فراش الموت عام واحد وعشرين للهجرة وقد بلغ الستين من العمر، وقد قال لما حضرته الوفاة لقد شهدت مئة زحف او زهاءها، ومافي جسدي شبر الا وفيه ضربة سيف او رمية سهم او طعنة رمح، وها انا اموت على فراشي حتف انفي كما يموت البصير فلا نامت اعين الجبناء. ويروى انه قال لما حضرته الوفاة: لقد طلبت القتل مظانه - اي في مكانه - فلم يقدر لي الا ان اموت على فراشي، وما من عملي شيء ارجى عندي بعد التوحيد من ليلة بتها وانا متترس والسماء تهلني (اي تمطر) ننتظر الصبح حتى نغير كل الكفار ثم قال: اذا مت فانظروا الى سلاحي وفرسي فاجعلوه عدة في سبيل الله. وقبل موته ببضعة ايام جاءه صديق لزيارته وجلس بجانبه فرفع خالد الغطاء عن جسده وقال: لقد شهدت كذا وكذا زحفا وما في جسدي موضع شبر الا وفيه ضربة سيف او رمية سهم او طعنة رمح وها انذا اموت على فراشي حتف انفي كما يموت البعير فلا نامت اعين الجبناء. فقال له الصديق: يا خالد يجب ان تفهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سماك سيف الله فانه اصبح مقدرا لك الا تموت في معركة فلو انك قتلت على يد كافر فمعنى ذلك ان سيف الله قد كسر من قبل عدو الله وهذا لا يمكن ان يحدث. وكان هذا التفسير مقنعا لخالد ولغيره ممن تعجبوا من انه لم ينل الشهادة. ولما بلغت الاخبار عمر بن الخطاب بوفاة خالد قال: «رحم الله ابا سليمان ما عند الله خير له مما كان فيه ولقد مات سعيدا وعاش حميدا ولكن رأيت الدهر ليس بقائل» البداية والنهاية. وقال عمر رضي الله عنه: ما على آل نساء الوليد ان يسفحن على خالد من دموعهن ما لم يكن نقعا او لقلقة. (النقع التراب على الرأس، واللقلقة الصوت). فبينما نحن نحط رواحلنا اذ اتى الخبر بوفاة خالد فصاح عمر: يا ابا محمد يا طلحة هلك ابو سليمان، هلك خالد بن الوليد. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم عبد الله خالد بن الوليد سيف من سيوف الله»، وعن ابي بكر الصديق رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «نعم عبد الله واخو العشيرة خالد بن الوليد سيف من سيوف الله سله الله على الكفار والمنافقين». وعن جعفر بن عبد الله بن الحكم قال: ان خالد بن الوليد فقد قلنسوة له يوم اليرموك فقال: اطلبوها، فلم يجدوها فقال اطلبوها، فوجدوها فاذا قلنسوة خلقه، فقال خالد: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلق رأسه فابتدر الناس جوانب شعره فسبقتهم الى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة فلم اشهد قتالا وهي معي الا رزقت بالنصر. رضي الله تعالى عن الصحابي الجليل والقائد الفذ خالد بن الوليد وجمعنا واياه في مستقر رحمته.

مشاركة :