الرعي الجائر والحاجة إلى التنظيم

  • 1/29/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هذا العام بفضل الله هو عام خير وبركة على المملكة حيث عمت الأمطار أغلب مناطقها واستبشر السعوديون بعام ربيع مميز يضفي على نفوسهم شيئاً من البهجة والسرور والاستمتاع بجمال الطبيعة عندما يختلط نبات الأرض وتتزين الهضاب والسهول والغياض بأجمل ورد الخزامى والإقحوان وأنواع أخرى قل أن يوجد مثيل لها في مختلف مناطق العالم. وقد كانت المناطق الشمالية وجهة عشاق البراري والتخييم والسياحة البرية لهذا العام بالنظر لما تتمتع به من تنوع في النبات ومساحات شاسعة من الأراضي البكر والنقية من التلوث. لكن المشكلة التي كدرت فرص تمتعهم بجمال الطبيعة شحنات الأغنام التي تم جلبها من مناطق مختلفة لغرض الرعي وهي بأعداد كبيرة جداً، وانتشرت في أغلب الأماكن، وكل صاحب قطيع حجز لأغنامه حيزاً من الأرض ليستأثر بها، وقضت على الربيع في مهده بسبب رعي جائر يأكل الأخضر واليابس. والمسألة بحاجة إلى تدخل إمارات المناطق، وترتيب محميات نزهة، لغرض تحقيق عدة غايات أهمها المحافظة على توازن البيئة في منطقة صحراوية تعاني من الجفاف في معظم المواسم، وحماية حقوق سكان المنطقة في حصتهم من الرعي التي يكتسحها ملاك المواشي المتنقلة وهم في الغالب من التجار القادرين على توفير الأعلاف بعكس سكان الأرياف والهجر الذين يعتمدون على المراعي الطبيعية القريبة من قراهم وهجرهم بالنظر لظروفهم الاقتصادية. فالدولة، نظمت حقوق الصيد، وممارسة مهنة الاحتطاب، وحان الوقت لتنظيم حماية المتنزهات الطبيعية على غرار المتنزهات القريبة من منطقة الرياض، وتنظيم حقوق الرعي لإيجاد توازن بين المقتدرين وغير المقتدرين من مربي المواشي، والمحافظة على نمو الغطاء النباتي وضمان تكاثره.

مشاركة :