شهدت باريس يوم أمس، أكبر تجمع دولي في تاريخ المعارضة الإيرانية منذ اندلاع ثورة الخميني عام 1979، إذ حضر هذا التجمع أكثر من مائة ألف من أبناء الجاليات الإيرانية الذين تركوا وطنهم وهاجروا إلى مختلف دول العالم هربا من بطش وديكتاتورية نظام الملالي، كما حضر مئات من كبار الشخصيات في الولايات المتحدة وأوروبا إضافة إلى ممثلين عن أغلبية أربعين برلمانا في مختلف دول العالم، وذلك تأييدا منهم لمشاريع وبرامج المقاومة الإيرانية لإيران الغد. هذا الحشد الهائل للمعارضة الشعبية الإيرانية ضد الديكتاتورية الحاكمة في إيران، يؤكد حتما على إرادة وعزيمة الشعب الإيراني لمقاومة حالة الطغيان والقمع التي انتهجها نظام ولاية الفقيه ضد الشعب، وزيف حركة الإصلاح الصوري التي يقودها روحاني، فالإصلاح الذي يدعيه هذا النظام الديكتاتوري لن يتحقق بزرع الفتن الطائفية وعشرات الميليشيات المسلحة لتهديد دول المنطقة وإرهابها، تحقيقا لأجنداتها التوسعية من خلال إشعال الحروب والمجازر الدموية في المنطقة، وقمع شعبها المتظلم في الداخل. لذلك فإن هذا التجمع الذي حظي أيضا بتأييد دولي واسع النطاق، يؤكد على أن الشعب الإيراني والمجتمع الدولي من خلفه، طفح بهم الكيل جميعا من نظام ولاية الفقيه وسلوكياته الهمجية داخل إيران وخارجها، ويرفض استمراريته ويصر على التخلص منه، ويهدف إلى أن تكون إيران دولة مدنية مسالمة وتحظى بالديمقراطية الحقيقية حتى تستقر وتستطيع التعايش مع دول الجوار والعالم في سلام وأمن واستقرار.