بين حين وآخر يطل علينا الإرهاب بوجهه البشع. ليضرب مرة في دور العبادة ويفتك تارة بالأبرياء من المواطنين أو الضيوف أو رجال الأمن، هذه المرة تجاوز الإرهاب كل الحدود باستهداف الحرم النبوي الشريف والتطاول على مقام الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وفي كل مرة يتضح جلياً أن هدف الإرهابيين لا يقتصر على زعزعة الأمن والاستقرار في بلادنا وإنما هو يسعى الى ضرب وحدتنا الوطنية وإثارة الفرقة والنعرات. وبالرغم من بشاعة الأعمال الإرهابية التي طالت جدة والقطيف والمدينة المنورة إلا أننا لا بد أن نلاحظ طابع اليأس والإخفاق فيها، ففي الحالات الثلاث أخفق الإرهابيون في الوصول الى مبتغاهم واضطروا أن يفجروا أنفسهم خارج أهدافهم، وغالباً كان ذلك في مواقف سيارات خالية من الجماهير بالرغم من اكتظاظ كل الأماكن العامة والساحات والمساجد بالناس في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وأن معظم الضحايا من الشهداء والجرحى كانوا من رجال الأمن البواسل الذين افتدوا الوطن والمواطنين بأرواحهم وأجسادهم، الأمر الذي يدل بجلاء على نجاح خطط الحماية الأمنية وعلى المستوى الراقي من الشجاعة وروح التضحية والتصدي والفداء التي يتحلى بها رجال الأمن.. تأتي الهجمات الارهابية الأخيرة في المملكة وكذلك هجمات داعش في تركيا وغيرها من بقاع الأرض على خلفية النكسات العديدة التي واجهتها داعش في معاقلها الحصينة في العراق وسوريا وليبيا، وبالرغم من ألمنا على ما واكب هذه الهزائم من معاناة واضطهاد طائفي تعرض له أبناء الفلوجة الصابرون الأبرياء على يد المليشيات المدعومة من إيران إلا أننا لا بد وأن نهلل لانحسار المد الداعشي، وألا نفاجأ إذا حاول قادة داعش أن يتستروا على هزائمهم بالضرب في فرقعات إرهابية عالية الصوت هنا أو هناك في محاولة لتغطية وضعهم البائس اليائس وأن نثق في أن باطلهم إلى زوال مهما طال الزمن ومهما كثرت التضحيات. هنيئاً لشهداء الوطن بالجنة التي وعدهم بها ربهم وقلوبنا مع أسرهم وذويهم ومع المصابين وأهاليهم والله المستعان على حقد الحاقدين. afcar2005@yahoo.com
مشاركة :