شارك المئات بدالاس في إطار سلسلة من التحركات في مختلف أنحاء البلاد للاحتجاج على العنف الذي تمارسه الشرطة بحق السود بعد مقتل رجليْن سود، في لويزيانا ومينيسوتا برصاص شرطيين، بشكل مؤسف ومتسرع وأرعن، ونشر أشرطة فيديو عن الحادثين شاهدها الملايين. وشملت المظاهرات ولايات إلينوي ولويزيانا ومينيسوتا وفلوريدا وميشيغان وواشنطن وتكساس وبنسلفانيا، ومنهاتن في نيويورك، واعتقلت الشرطة عشرة منهم بعدما عطلوا حركة السير، حتى سالت الدماء في دالاس بمقتل خمسة من رجال الشرطة، وجرح العشرات، يعني ربيع أمريكي عاصف للوقوف احتجاجاً ضد التفرقة العنصرية، وكما أشعلتها شرارة محمد البوعزيري من تونس، كذلك أشعلتها في أمريكا شرارة ميكا جونسون من دالاس. ذكرت وسائل الاعلام الأمريكية أن مفجر أحداث دالاس هو القناص الأسود ميكا جونسون، البالغ من العمر 25 عامًا وكان يخدم في الجيش الأمريكي، وكان المتهم قد أبلغ الشرطة الأمريكية مسبقاً بتنفيذ العملية وأنه يريد (قتل الناس البيض، والضباط البيض)، وقال جونسون إنه لم يكن ينتمي إلى أي مجموعة أو حركة، ولكنه سيفعل ذلك تعاطفاً مع السود وحملتهم لمنع اضطهادهم المجحف من البيض، مما دفع الرئيس باراك أوباما لقطع جولته الأوربية، والعودة في زيارة عاجلة لدالاس. أحداث دالاس تدل أن سياسة دونالد ترمب العنصرية، التي يبشر بها أنها ستعيد الهيبة لأمريكا، لن تنجح في أهدافها، بل سوف تحيلها إلى ساحة من ساحات الربيع العربي تنديداً وتجمهراً وقتلاً وتشريداً وأن المجتمع المتنوع بالمهاجرين، مثل أمريكا أحوج ما يكون للسياسات التصالحية، التي تجمع شمل البلاد وتحد من الممارسات العنصرية تجاه اللون أو الدين أو العرق. #القيادة_نتائج_لا_تصريحات يقولون في الأمثال القديمة، لا يستطيع الناس أن يعيشوا حلمهم، طالما لا يزالون يعيشون في خوفهم.
مشاركة :