نهاية الربيع | مازن عبد الرزاق بليلة

  • 10/24/2016
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

الربيع العربي ليس نتاج حادثة انتحار واحدة، تأججت بعدها الساحة العربية، بل هي تراكمات، وتكدس لاحتقان مزمن، توالى لعقود من الزمن، كان الانتحار مجرد الشرارة التي أشعلت كامل المنطقة، لذلك لو تكرر الانتحار، أو تعدد، أو تنوع في سبيل إعادة إحياء الربيع، لن يفيد. تعرف تونس من حين لآخر بانتحار بعض العاطلين احتجاجًا على عدم توفُّر العمل، منذ انتحار محمد البوعزيزي حرقًا نهاية عام 2010 وما أدى إليه ذلك من ثورة أنهت حكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي. لذلك حاول الأسبوع الماضي، ثلاثون شابًا وشابة في ولاية القصرين التونسية الانتحار جماعيًا عبر شرب أدوية سامة، احتجاجًا على عدم تشغيلهم، وتوجد حالة بينهم في وضع حرج بالمستشفى، وستة تحت المراقبة، بينما غادرت البقية بعد تلقيهم الإسعافات الأوّلية. الشباب الحاملون لشهادات عليا، أقدموا على شرب السم بشكل جماعي، لإنهاء حياتهم وفق ما ذكرته وكالة الأنباء التونسية، بسبب عدم اعتراف والي القصرين بمحضر جلسة حضروها مع الوالي السابق، وعدهم من خلالها بتشغيلهم في أجل لا يتجاوز ثلاثة أشهر، ولكن انتحارهم كان مجرد خبر عابر. هناك صور انتحارية جماعية أخرى، مثل مراكب الهجرة المهترئة، وموت المئات منها غرقاً، وهم يبحثون عن لقمة العيش خارج بلادهم، ومع ذلك لم يعُد الربيع العربي. أولاً : يجب على المسؤولين العرب القيام بعمل حيوي للوفاء بوعودهم لكمال المصداقية مع الشباب، وثانياً، على أولئك المشرفين عليهم توعيتهم بقيمة الحياة، وقيمة المبادرة، وعدم جعل الانتحار خياراً، فهو محرم شرعاً، وهو رد فعل سلبي، ونتيجته تمحق العمل، وأن سبل الإصلاح كثيرة، والانتحار ليس منها. #القيادة_نتائج_لا_تصريحات يقول السيناتور الأمريكي بيل برادلي: القيادة هي فتح أقفال كنوز الطاقات الكامنة عند الشباب، ليكونوا الأفضل.

مشاركة :