المعارك المفتوحة ..إلى أين؟ | سعيد الفرحة الغامدي

  • 7/31/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

كتبت قبل فترة وفي هذه الزاوية وفي بداية الصراع على سوريا مقالاً بعنوان «تأخير الحسم في سوريا لصالح من ؟» ،وكان الهدف التحذير بأن المعارك في سوريا قد تنقلب أمورها إذا لم تحسم بسرعة لصالح الشعب السوري. كان ذلك قبل تدخل السوفيت علناً في الصراع على سوريا .. وقبل أن تتوغل ايران بقوة في الشأن السوري .. وقبل إبرام صفقة النووي مع إيران. ومنذ ذلك الوقت جرت تطورات وسلسلة من الأحداث أثبتت أن الزمن عامل مهم ومن لا يدرك ذلك يدفع الثمن. استراتيجية ايران وإسرائيل ومن على شاكلتهم مبنية على استثمار الوقت بشكل مدروس. إسرائيل ماطلت في التوصل لحل للقضية الفلسطينية بدعم من أمريكا حتى ابتلعت معظم الأراضي الفلسطينية وشرَّدت أهلها ووضعت العرب أمام أمر واقع. وإيران استخدمت الورقة الفلسطينية بذكاء والنووي الإسرائيلي حتى حصلت من الغرب على ما تريد.. اعتراف أمريكي بأهمية وجودها كلاعب مهم في المنطقة وغض الطرف عن تصرفاتها العبثية في كل دول المنطقة أيضاً واتفاق غير ملزم لإيقاف طموحاتها النووية. والعرب في المقابل اعتمدوا على سراب التمنيات بزوال الأعداء من الوجود بدون غطاء استراتيجي وسلاح ردع فاعل. عاصفة الحزم كانت ولازالت الأمل الوحيد في صد التمدد الإيراني ولكنها رأفة بالشعب اليمني كانت رحيمة ولم تستخدم كل قدراتها في الأيام الاولى من الحرب لإعادة الشرعية في اليمن. والحوثيون وعلي صالح استخدموا نفس الاستراتيجية الإيرانية والإسرائيلية في المماطلة والرهان على العامل الزمني لتغيير موازين القوى لصالحهم، ومفاوضات الكويت أكبر دليل على ذلك. والتغيير ليس في أمور العتاد والقوة العسكرية وحسب ولكن في فكر المعارضين والمؤيدين لتلك المعارك المفتوحة. حيث لم يكن أحد يتصور بأن أمريكا - بعد مشكلة أوكرانيا - ستغض الطرف عن تدخل روسيا في سوريا حتى أصبحت صاحبة القرار في حل ذلك الصراع. كما لم يكن أحد يتصور أن أمريكا ستضعف علاقاتها مع حلفائها الرئيسين في المنطقة لحساب إيران التي لازالت تهتف بأن أمريكا هي الشيطان الأكبر وتخالف اتفاقها النووي مع 5+1علناً. ولم يكن أحد يتصور أيضاً أن تسليم العراق لإيران سينبت للعالم داعش التي أصبحت الخطر الأعظم عالمياً تنفذ عملياتها في كل مكان من العالم حسبما تراه مناسباً والسبب في كل هذه المعارك المفتوحة تراخي وتردد السياسة الأمريكية وتخليها عن دورها في قيادة العالم والحفاظ على السلم العالمي. انتهت الحرب الباردة بين العملاقين .. الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية .. وبدأت مرحلة الحروب الساخنة بالوكالة تجر العالم الى حافة حرب كونية ثالثة يكون ضحيتها العالم العربي كما حصل في الأولى والثانية. هذا الطرح ليس تذرعاً بنظرية المؤامرة ولكن واقع الحروب المفتوحة وغياب قوة ردع استراتيجي يفرض هذا الاستنتاج المُر لأن الأعداء يحصدون كل يوم مزيداً من الدماء الغالية في كل مكان من الوطن العربي. وفي ما يخص الحرب الدائرة على حدِّنا الجنوبي فليس لنا سوى تأكيد الدعم المطلق لجنودنا البواسل الذين يذودون عن الوطن بشجاعة وإصرار الأبطال في ظل وحدتنا الوطنية .. صمام الأمان .. ضد كل عدوان على أمننا واستقرارنا. «إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم». Salfarha2@gmail.com

مشاركة :