الحلقة المفقودة

  • 2/7/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عندما يرزق الأبوان طفلاً فإنّهما يرسمان له صورة مستقبلية مثالية كأن يحصل على أفضل تعليم، ويتخلق بأعلى القيم، ويمارس أرقى السلوك، ويتقلد منصباً رفيعاً وحتى مظهره وهيئته فإنّ لهما نصيباً من خيالات الأبوين. في الماضي القريب كان جلّ اهتمام الآباء منصباً على بناء شخصية أبنائهم فتراهم يسعون جاهدين لينال هؤلاء الأبناء مكانة علمية واجتماعية وأخلاقية مرموقة، وكان التنافس بين الآباء كبيراً حتى أنه لا يكاد يخلو مجلس من الحديث عن ابن فلان الأديب الأريب أو ابنة فلان التي تحملّت قسوة الغربة كي تحصل على شهادة عليا فكانت فخراً لأبويها، أمّا اليوم فإنّنا نشاهد بين الآباء تنافساً من نوع آخر عندما ركزوا اهتمامهم بأطفالهم على رفاهية جوفاء تمثلّت في متع آنيّة كالألعاب الإلكترونية الثمينة والملابس الفاخرة والمأكولات الشهية فكانت النتيجة أبناء متضخمين بدنياً وخاملين عقلياً وضامرين وجدانياً، إنّها حالة أشبه ما تكون بالوباء الذي إن لم نسارع بالقضاء عليه فسوف يكون أبناؤنا والوطن أول ضحاياه؟ إنّ المَخرج من تلك الأزمة يكمن في العودة إلى الكتاب، عوّدوا أبناءكم على القراءة في مختلف المعارف، واقرأوا لهم منذ نعومة أظفارهم، ابدأوا بالصورة ثم الصورة والكلمة ثم القصة، دعوهم يشاهدونكم وأنتم تقرأون فإن لم تقرأوا فتظاهروا بالقراءة أمامهم. إنّ القراءة دواء ناجع لكثير من الآفات الاجتماعية والأخلاقية، وما غياب القيم وتسطح الفكر إلا دليل على تربية اهتمت بالظاهر وأغفلت المضمون فتولدّ عن ذلك شريحة عريضة من الجيل تفتقر إلى الصلاح، فماذا سيكون حال وطننا حين يتقلد أمثال هؤلاء فيه المناصب القيادية؟

مشاركة :