بنات غرسك يا أبا خالد

  • 8/19/2016
  • 00:00
  • 25
  • 0
  • 0
news-picture

ابن الديرة وجْهُ محمد بن زايد وعليه تلك الابتسامة الخفيفة الآسرة، فيما عيناه تشعان ببريق عميق وهو يشهد تخرج بنات الإمارات من الدورة العسكرية الصيفية في مدرسة خولة بنت الأزور بعض مشهد يختصر كل المشهد، يختصره زماناً ومكاناً أي في التاريخ والجغرافيا. هل كان هذا المشهد ليتحقق لولا الجهود العظيمة التي بذلها والدنا القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منذ وحد الأرض الغالية تحت رايتها العالية؟ ومنذ أسس وبنى ورعى وأعطى وبذل وقدم القدوة والأنموذج؟ هل يتحقق هذا المشهد الرائع لولا استمرار القائد الفذ صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على نهج زايد القويم السديد؟ وهل يتحقق لولا إطلاق مرحلة التمكين منذ العام 2005 بكل هذه الثقة والاقتدار؟ ومن بنات غرسك يا أبا خالد هذا الذي رأيناه أمس فطرق أعمارنا وأرواحنا بمسافات الفرح. لقد عملت واشتغلت وذهبت في تكوين الجيش الأرقى والأقوى في المنطقة أشواطاً بعيدة، فها هي النتيجة، ولا بد أن تكون هذه هي النتيجة، فمن يزرع المجد المؤثل لا يحصد إلا المجد المؤثل، وها هي مواسم الحصاد تتوالى فصولاً. نعم كان شعور كل مواطن ومقيم على أرض الإمارات شعوراً غامراً بالفخر والاعتزاز، وزين حفل التخرج الحضور البهي لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي يصدر، في كل قول أو فعل، عن خطة وطنية بصيرة يكتبها الإخلاص ويرسمها الإتقان، فيحقق، في كل مرة، فكرة القدوة الحسنة للشباب وللمواطنين عموماً. الخريجات من مختلف الأعمار المدرسية وبينهن بنات الإمارات، وبينهن ابنة محمد بن زايد وحفيدته، وبين الخريجات ذلك الحلم الكبير الذي تحققه دولة الإمارات العربية المتحدة يومياً، ويسهم في تحقيقه الرجل والمرأة، والشباب من الجنسين بأريحية عالية. لهذا، ولغير هذا من الأسباب الموضوعية، تنجح الفتاة والمرأة الإماراتية في كل الوظائف والمهن، وفي مجالات تخطر ولا تخطر على البال. هي اليوم في كل المواقع تسهم مع أبيها وأخيها وزوجها وابنها الرجل في بناء وطن يفتخر بنسائه شقائق رجاله، ويمضي بشعبه، رجالاً ونساء، نساء ورجالاً، كما يمضي به شعبه إلى درجات الوصول ركضاً. تلك سمة حاضر الإمارات المكتنز بذاكرة الماضي والمستقبل معاً، وهذا بعض سر عبقرية الإمارات. وبعض سر عبقريتها أنه لا فرق في أداء الواجب الوطني بين الحاكم والمحكوم، وبين أبناء وبنات الحاكم والمحكوم، وكل السر أن الوطن أسرة واحدة بالمعنى الحقيقي لا المجازي، وأن قائداً مثل محمد بن زايد يستثمر كل مناسبة الاستثمار الأمثل، فينصح مجتمع الإمارات كما لو كان يتحدث إلى أسرته الصغيرة: زمن الصيف وكل زمن إنما للابتكار والمعرفة، وعلينا أن نعد أجيالنا الطالعة لمستقبل يليق. ebn-aldeera@alkhaleej.ae

مشاركة :