زيدان بوكر وديدان التنوير! | شريف قنديل

  • 8/19/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كنت وحدي تقريباً عندما كتبت هنا في هذه الزاوية مقالين أحدهما بعنوان « الأقصى وجع في قلب نتنياهو ويوسف زيدان» والآخر بعنوان « رسالة الى مخرِّف مصري»! أتذكر حينها أن كم رسائل العتاب التي تلقيتها من زملاء سعوديين كان أكثر بكثير من رسائل غيرهم من المصريين والعرب! ورغم أن المناسبة كانت تستدعي وصف يوسف زيدان بالمخرِّف وهو ينفي مكان ومكانة المسجد الأقصى بالتزامن مع موجات الدعوة الى هدمه وحرقه؛ فإن كلمة المخرِّف أزعجت نفراً من الإعلاميين والكتَّاب بل والمفكرين الذين هالهم وصف الرجل الحائز على جائزة البوكر بهذا الوصف! أتذكر الآن جيداً أن أحدهم عاب على مصري مثلي يجاهر بحب مصر أن يصم يوسف زيدان بالمخرف المصري؛ فلما قلت إنه « الأقصى» قال بثقة: وليكن! أيام قليلة وعاد يوسف زيدان ليهذي بأطروحة أكثر طفحاً مؤكداً أن الصراع العربي الإسرائيلي «بكش» .. قالها ومرَّت دون أن يلتفت أحد، الأمر الذي دعاني لأن أسأل في هذه الزاوية أيضاً، من الذي يقف وراء هذا « المحروس»! كان المحروس - وهو وصف أعنيه شكلاً ومضموناً- ينفي وجود الأقصى في القدس وينتهي الى أن الصراع العربي الإسرائيلي طالما كان الأمر كذلك مجرد « بكش»! وكان ما كان وعاد زيدان الذي شكك في قصة الإسراء والمعراج وحقيقة مكان الأقصى؛ ليشكك هذه المرة في الحكاية من أولها! في الجهة الاخرى من أرض الإسراء وبالجملة في التاريخ والحضارة العربية؛ اذ لا حضارة في الجزيرة العربية قبل الإسلام؛ ولا لغة عربية؛ ولا علماء؛ وإنما «سراق إبل»! عدت الى نص «المحاضرة الفضيحة» في طنجة المغربية حيث لم يتوقف الطفح الزيداني والنهش الديداني عند هذا الحد، لتتحول المحاضرة الى مسخرة ووصلة رقص على جثة الحضارة العربية! ولأنها وصلة فاضحة فقد راح زيدان يتحدث عن « الحتة الوسطانية» قبل أن يرفع يده قائلاً : « هات لي عالم واحد من هناك»! « مين قال» مين يقول»! تنفجر القاعة أو الصالة بالضحك فيتحول « العالم» الى جمع « النقطة» التي تجمعها الراقصات في الافراح الشعبية محيياً « الفُرس،، الفرس والأمازيج الامازيج.. ومصر الشيعية مصر الشيعية.. ومصر السنية.. أخيراً وبعيداً عن النقطة وصاحبها أقول وعلى الله الاتكال إن من يصمت على إهانة الاقصى المبارك لا يلومن الا نفسه اذا ما انتقلت الإهانة للمسجد الحرام! إن من يتمحَّك أو يتمسّح أو يقلد التنويريين الجدد على طريقة زيدان وعلان لن يجني في النهاية سوى الخسران! إن من يفرد الصحف والاعمدة والقنوات للفرقة الزيدانية بفروعها المختلفة وطرقها الملتفة سيجد نفسه في النهاية محض عدم! القضية العربية واحدة لا تتجزأ.. الهوية العربية واحدة لا تتجزأ.. الكرامة العربية واحدة لا تتجزأ..والمشكلة فيمن يصفق ويروِّج لزيدان ومدرسة زيدان.. كل بطريقته التنويرية المظلمة! إنهم يروجون لحذف بعض الآيات القرآنية وعدم تدريسها؛ وتنقية السنة النبوية وعدم تعميمها؛ وتغيير المناهج التعليمية وعدم تعريبها.. هل فهمتم الآن ؟! هذه مهمة زيدان وكل ديدان التنوير الجهلاء المدعين في بلادنا! sherif.kandil@al-madina.com

مشاركة :