الخوف من المستقبل | إبراهيم محمد باداود

  • 8/22/2016
  • 00:00
  • 43
  • 0
  • 0
news-picture

من أسوأ ما يمكن أن يصاب به الإنسان آفة الرعب سواء من الأشخاص أو الأشياء أو الأماكن أو حتى المستقبل فالمرعوبون تجدهم معظم الوقت متوجسين غير منتجين يعملون على نشر الإشاعات والأقاويل والأكاذيب في مجتمعاتهم بسبب خوفهم ورعبهم وهم بذلك يقضون على أنفسهم من جهة وعلى مجتمعاتهم التي تتفاعل معهم . كثيراً مايأتي الخوف أو الرعب من عدم الثقة أو عدم تصديق المعلومات أو البيانات أو التركيز على الدراسات ذات التوقعات السلبية والتي تبقى في إطار التكهنات أو أن أولئك الأشخاص قد فشلوا في تحقيق أهدافهم أو أنهم لايثقون في أنفسهم ولم يتمكنوا من تفسير بعض الأشياء التي تقع فتجد بأن القلق وعدم القدرة على اتخاذ القرار قد سيطرت عليهم مما جعلهم فريسة للخوف من المستقبل . إن كثيراً من الأفراد يحرصون في كثير من الأحيان على تشجيع الناس على الخوف بل ويؤكدون عليهم أن بعض الأمور البعد عنها وتركها خير من القيام بها حرصاً على أن يكونوا في مأمن ،ومن خلال هذه الثقافة تربى كثير من الناس وأصبحت عقدة الخوف أحد أهم المبادىء التي يعيشون عليها ولايكتفون بوجود هذا البلاء لديهم بل يقومون بنشره بين الناس مستشهدين بالعديد من الأمثلة . هناك فرق كبير بين الخوف والرعب وبين أهمية أخذ الحيطة والحذر والأخذ بالأسباب إلا أننا في الآونة الأخيرة أصبحنا نعيش في أزمة خوف واضحة تسيطر علينا في كثير من الأمور فنحن نشك في صحة كثير من المعلومات المنشورة ونشك في التقارير والبيانات والإحصاءات وهذا أمر خطير جداً يجب أن نعمل جاهدين على معالجته ، وفي رأيي أن سبل العلاج يجب أن تأتي من الداخل في البداية أي أن نكون صادقين مع أنفسنا أولاً من خلال قيامنا بما يجب علينا ووفائنا بالوعود التي نقطعها على أنفسنا فإن نجحنا في هذا فإننا سنوفي مع الآخرين وبذلك يزيد مؤشر الثقة فيما بيننا وبين المسؤولين وعلى هذا الأساس يتم تصديق المعلومات التي تصدر من خلالهم ويطمئن الناس ويثقون في مايصل إليهم من بيانات أو تقارير . إن هاجس الخوف الذي يسيطر على البعض له أسبابه وما لم يتم معالجة هذه الأسباب فسيبقى القلق وتنتشر الإشاعة ونفقد الثقة فيما بيننا . Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :