ثقافة المجتمع لا تزال تعاني من بعض السلبيات والتناقضات التي لم تتمكن من التخلص منها حتى الآن، ففي الوقت الذي ننادي فيه بتوطين بعض المهن وإلزام الشركات بنسب معينة للتوطين سنويًا، وتقوم الدولة ممثلة في العديد من الجهات الحكومية بتوفير التسهيلات اللازمة لهذا التوطين وتقديم مميزات مالية من صندوق تنمية الموارد البشرية من أجل مساعدة تلك الشركات على التوطين نجد أن بعض فئات المجتمع تعارض هذه الخطوة وتتجنب التعامل مع الأفراد السعوديين بل وفي بعض الأحيان تدعو إلى مقاطعتهم وتحذر منهم. بالأمس نشرت صحيفة الوطن السعودية عن قيام بعض الفتيات السعوديات المشتركات في إحدى خدمات التنقل عبر المركبات الخاصة بتدشين حملة تنادي بمقاطعة السائقين السعوديين لتلك المركبات، وقد أكد هذا الأمر عدد من السائقين السعوديين الذين أفادوا بأن عدد طلبات الإلغاء التي أصبحت تصله يوميًا تجاوزت الـ 50% من نسبة الطلبات التي ترد إلى هاتفه، مشيرًا إلى عزوف الفتيات عن الركوب مع السائق السعودي وهذا ما أكدته إحدى المعلمات التي تستخدم هذه الخدمة بشكل دائم معترفة بأنها تلغي الطلب عبر التطبيق فور معرفتها بأن السائق سعودي الجنسية، مشيرة إلى أن (المرأة السعودية لا تستسيغ أمر نزولها أمام الجيران مع رجل سعودي الجنسية وتعد ذلك أمرًا مثيرًا للشك والتساؤلات). لا يوجد مجتمع في هذا الكون نموذجي ومثالي ولا يخلو من الأخطاء، وقد تكون هناك أخطاء وقعت من بعض السائقين السعوديين تجاه بعض الفتيات، ولكن هذا الأمر يجب ألا يجعلنا نعمم حكمنا على الجميع وأن ننبذ كافة السائقين السعوديين ونشكك فيهم وننشر هذا الفكر حتى يصبح جزءًا من ثقافة المجتمع، فكما أن السائق السعودي يخطئ فالسائق غير السعودي أيضًا يخطئ ولكن المهم هو وجود أنظمة وقوانين صارمة تعاقب من يخطئ وتحذر من الوقوع في تلك الأخطاء وتحفظ حق الراكب وحق السائق أيضًا بمجرد الاستفادة من الخدمة علمًا بأن بعض الشركات تضع لعملائها نموذجًا لتقييم خدمة السائق، فإذا ما كان مستوى التقييم سيئًا فيتم استدعاؤه وإنذاره كما تؤكد بأن عقوبة الفصل تنتظر كل من يسيء في تقديم الخدمة. هناك العديد من الشباب السعوديين المتميزين الذين يعملون في هذه المهنة بكل صدق وإخلاص وهي بالنسبة لهم باب رزق ومصدر دخل يعولون من خلاله أسرهم وهم الأغلبية في هذا المجال فلا يجب للمجتمع أن يعاقب هؤلاء على أخطاء فئة قليلة بل يجب عليه أن يدعمهم وأن تعمل الجهات المختصة على وضع الأنظمة والقوانين التي تحمي الفتيات من أي تجاوز قد يحدث من العابثين. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :