تجمعنا المفردة الثالثة من العنوان بغض النظر عن التعصب الرياضي الذي جعلنا لا نستطيع تسمية مدربين وطنيين اكثر من أصابع اليدين. إنه لوضع محزن حالنا مع المدربين الوطنيين. أكتب اليوم من معايشة إعلامية وليست من المدرجات او الانتماء للأندية. فكيف تعاملنا من قبل مع خليل الزياني، او ناصر الجوهر، او محمد الخراشي والآن الضحية الجديد سامي الجابر! أذكر جيدا كيف تعاطف الاعلام الوطني مع المدرب الوطني ناصر الجوهر بالرغم من نتائج منتخبنا الوطني. وهنا اكرر تلك المفردة الثالثة لعلها ترسخ في الاذهان. ففي وجهة نظري المتواضعة رياضيا ان فشل المدرب الوطني اليوم يعني نجاحه غدا. وان هذا المدرب ليس ملكا للنادي وإنما للوطن. اتمنى ان ننظر للخارطة الوطنية للرياضة لنكتشف حجم الفقر الذي نعيشه. ففي الولايات المتحدة التي اهتمت برياضة القدم متأخرا اوجدت ما يشابه الاتحاد لمدربي كرة القدم العالمية وليست الامريكية، وتضم في عضويتها اكثر من ثلاثين الف مدرب. وفي بريطانيا هناك روابط تهتم بالمدربين على المستوى الشبابي وعلى مستوى الكبار وفي مختلف الألعاب. بل إن نجاح تلك الرابطة جعلها تصدر المدربين الى العالم والذين كان آخرهم كرستوفر غرانت الذي حط في نيروبي بكينيا لدعم فريقهم الوطني في البطولة العالمية في كرة الطائرة. ارجو من خبراء الرياضة إيجاد العذر لي في التطفل على مفرداتهم وروابطهم او اتحاداتهم. ولكني اتحدث كفرد من هذا الوطن الذي يطربني نجاح ابنائه في كل الميادين. واختياري للتدريب للحديث من الناحية الوطنية لا يلغي قيامنا بمجازر للرياضي الوطني. فكم هو مؤلم ان نستعرض اهداف الأجانب مقارنة مع ابناء الوطن، لان الأرقام تكشف عن حجم اختيارنا لهدافين مؤقتين يلعبون للذي يدفع اكثر. فهل هذا النوع من الاستقطاب الرياضي يكشف عن وجه من وجوه الارتزاق الرياضي؟ قد يكون كذلك ولكن لم يصل الى حد كتائب المرتزقة، ولكن اذا تركنا الحبل على الغارب فالنتيجة لن تختلف كثيرا. فنحن نذكي روح التعصب ولم نعد نثق في المدرب الوطني ولا الحكم الوطني وسيلحقهما دعوة ممثلين عن الفيفا لنقبل بهم في قرعة الدوري. سلسلة ارجو ان لا تفرط حلقاتها من اهل الرياضة والاعلام بل ومن اهل السياسات العامة التي تخدم الوطن. قد نظن ان الوضع اقتصر على الملعب ولكنه مع الأسف الشديد اصبح ابعد من ذلك، حتى اصبحنا نفضل سائق الليموزين الأجنبي والبائع الأجنبي والطيران الأجنبي والسياحة الأجنبية. قد يظن البعض ان هذا من المبالغة ولكن الواقع يكشف عما هو أبعد من ذلك. فنحن لم نعد نستنكر هذا السلوك المشين ولم نوجد الآلية لتطوير المتعثر ولا الصبر على العنصر الوطني ان يثبت مكانته. وفي الوقت نفسه هناك أصوات وطنية تصر على إعطاء هذا الوطني الفرصة. ولعلي هنا اقف لحظة لأدعو المولى عز وجل للأمير احمد بن سلمان بن عبدالعزيز بالرحمة، فكم كان حريصا على العنصر الوطني فازدهرت المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق بالكثير من الكوادر الوطنية التي أصبحت من نجوم صناعة الاعلام في المملكة إن لم يكن في العالم العربي . وأيضا أثني على موقف الأمير عبدالرحمن بن مساعد في موقفه مع المدرب الوطني سامي الجابر وانه لا بد ان يأخذ الفرصة كاملة ليثبت كفاءته. وعليه الآن مهمة اثبات الذات والكفاءة. وعلينا الصبر وتشجيع كل مدرب، وأتمنى ان يُستقطب المدرب علي كميخ بعد تجربته في الأردن. وكذلك عدم الاستهانة بحرب تدمير سمعة الحكم الوطني، فأتمنى ان تتحلى الأندية بالصبر على أخطاء الحكم الوطني لحين بروز المميز منهم فيكون لنا حق الاختيار وتصنيف الدرجات، فخروج خليل جلال من التحكيم الدولي أيضا خسارة لاسم بلدنا وليس لاسمه فقط. ولن نعزز مقولة عن الوطن "مجدك لقدام وأمجادك وراء" إلا بتعزيز وتشجيع والصبر على ابن الوطن ليعزز تلك الامجاد بالإنجاز والتميز..
مشاركة :