تغريدات الرياضيين.. قنابل موقوتة تهدد «نزاهة» الدوري السعودي

  • 8/24/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يستحوذ الوسط الرياضي على حصة كبيرة من ساحات الجدل والإثارة في مواقع التواصل الاجتماعي ومنها «تويتر»، وفي السعودية تحديدا يحظى نجوم الأندية والشخصيات الرياضية والإعلامية بعدد هائل من المتابعين يفوق أقرانهم في الأوساط الفنية والسياسية، وهو ما يعطي كل تغريدة مثيرة للجدل صدى هائلا يستمر ساعات وأياما، بل إن بعضها قد يتسبب في فتح ملفات التحقيق وعلى الأخص تلك المتعلقة بافتراضات وجود عمليات فساد في الدوري السعودي. ومساء الاثنين صدم الوسط الرياضي بتغريدة انتشرت كالنار في الهشيم وأثارت الكثير من الجدل والنقاش حول حقيقة وجود فساد في قلب الكيان الرياضي، وتحديدا اتحاد كرة القدم، عندما أعلن الدكتور عبد اللطيف بخاري وهو عضو مجلس إدارة في ذات الاتحاد ورئيس لجنة الاستراتيجيات عن وجود تحركات من خلف الكواليس لتنصيب الهلال بطلا للدوري هذا الموسم، مطالبا بدوري نزيه على حد وصفه. وقدمت إدارة الهلال خطاب احتجاج على تغريدة الدكتور عبد اللطيف بخاري عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم والتي اتهم فيها اتحاد الكرة بعمل خفي وترتيبات دنيئة لتمكينه للفوز بالدوري السعودي لكرة القدم للموسم الجديد موضحا في ذات التغريدة أنه يشم رائحة مثل هذا العمل الخفي. وكلف الأمير نواف بن سعد الإدارة القانونية بالنادي برئاسة ثامر الجاسر ‏برصد تجاوزات عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي عبد اللطيف بخاري تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه لحفظ حقوق النادي. وعرف عن الدكتور عبد اللطيف بخاري كثرة الخروج عن النص وتميزت تصريحاته التي يطلقها بين الحين والآخر بأنها مثيرة للجدل. ورغم الاتهام الصريح فإن بخاري أكد أنه لم يتهم إدارة نادي الهلال وأنه لا يقصدهم واصفا النادي بالصرح الكبير والراسخ علما بأنه أكد قبل ذلك أن «الهلال يمتعه وجدير بالبطولة» قبل أن يستطرد بالاتهام الذي أثار جدلا واسعا في الوسط الرياضي السعودي. وأصدر الاتحاد السعودي لكرة القدم هو الآخر بيانًا صحافيا يأسف من خلاله على ما كتبه عضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة الدراسات الاستراتيجية في حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» مساء يوم الاثنين والذي تضمن اتهامات لا تستند إلى أدلة وبراهين، وأمام ذلك يؤكد الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم أنه سيقوم بإحالة الموضوع إلى الجهات القانونية لاتخاذ الإجراءات النظامية، ويشدد الاتحاد في الوقت ذاته على أهمية احترام منظومة رياضة كرة القدم في المملكة والعاملين فيها وجميع المنتمين لها. وتغريدة بخاري ليست هي الأولى من نوعها، ففي 16 يناير (كانون الثاني) 2014. وعندما كانت المنافسة على أشدها بين الغريمين الهلال والنصر على بطولة دوري عبد اللطيف جميل، أطلق رئيس الهلال الأسبق الأمير عبد الرحمن بن مساعد تغريدة بعد يوم من لقاء النصر والعروبة الذي انتصر فيه النصر بهدفين مقابل هدف، وقال فيها: «آخر مائة تغريدة لي تقريبًا ليس بها إلّا تغريدتان عن الرياضة، وعندما غردت تغريدة بها احتساب لله عزوجل - وهو أمرٌ تعودت فعله - قال المريب خذوني!»، ليلحقها بتغريدة أوضح ويقول: «ربط البعض تغريدتي بما حدث من حكم مباراة النصر والعروبة في آخر دقيقة، لذلك أقول: إن ما حدث يتجاوز بكثير مقولة: أخطاء الحكام جزء من اللعبة»، لتبدأ التغريدة في الرواج بين مشجعي الناديين في وقت كان التنافس على أشده لتحقيق لقب الدوري، الذي حققه النصر. في شهر مارس (آذار) من ذلك العام كانت تغريدة لنائب رئيس الشعلة السابق وعضو شرفه خالد الدويس قد أحدثت ضجة في الشارع الرياضي عندما غرد قائلا: «الخميس سبق وأن اتصل بي وعرض علي مبلغا ماليا في مباراتنا مع القادسية حتى يدخل الهلال المربع» في إشارة لأحمد الخميس أمين الاتحاد السعودي لكرة القدم الحالي والأمين السابق للهلال، وفي رده لأحد المتابعين عن سؤاله عن منصب الدويس في وقتها ووقت الاتصال قال: «كنت نائب رئيس والسنة التي دخل القادسية المربع الذهبي والهلال الخامس عام 1423هـ»، في إشارة لبطولة الدوري التي حقق بطولتها الاتحاد بعد تغلبه على الأهلي في النهائي بثلاثة أهداف مقابل هدفين، عندما تكون المربع الذهبي من أندية الاتحاد والأهلي والقادسية والنصر. وفي السادس من مايو (أيار) من عام 2014 بث رئيس الهلال السابق محمد الحميداني أثناء شغله منصب نائب الرئيس تغريدة عبر حسابه الشخصي في «تويتر» قائلا: «أبارك الذكاء الفطري المختزل.. بالحصول على خدمات سواريز بـ37 مليونا.. والقادم أجمل». في اليوم ذاته أعلن نادي الرائد موافقته على بيع نجمه عبد العزيز الجبرين للغريم التقليدي النصر بعد منافسة شديدة مع الهلال الذي قاد مفاوضته محمد الحميداني نفسه مما جعل الجميع يرى أن التغريدة قصد بها الجبرين ونادي النصر. بعد ذلك بقرابة عام وفي صبيحة لقاء النصر والعروبة في الجوف ضمن مباريات دوري عبد اللطيف جميل، بث حارس العروبة رافع الرويلي تغريدة في ذلك الصباح قائلا: «أعطني كل مباراة بلنتي وأتصدر الدوري الإنجليزي مو دوري جميل..!!». في عصر ذلك اليوم استطاع النصر المحافظة على صدارته والفوز على العروبة بهدفين نظيفين، مما جعل الجماهير تعيد التغريدة بين متشفية ومؤيدة لما قاله. وعادة ما يتراشق رؤساء الأندية السعودية بين بعضهم بشأن مؤامرات حول شبهات تحصل في الدوري السعودي فرئيس الهلال الحالي الأمير نواف بن سعد قال إنه يريد بطولة دوري من دون شبهات وهو ما أحدث ضجة في الشارع الرياضي في الموسم الماضي فيما امتعض رياضيون من تصريحات رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي التي أطلقها ضد رئيس اتحاد الكرة أحمد عيد بأنه هو السبب في تنصيبه رئيسا للاتحاد وهو ما جعل الخصوم يربطون فوز النصر بالدوري لموسمين متتاليين بدعم الأمير فيصل بن تركي لأحمد عيد في انتخابات اتحاد الكرة السعودي. وليس ذلك فقط فالتاريخ يذكر أن عبد العزيز الدوسري رئيس نادي الاتفاق اتهم نادي الشباب بالتخاذل في آخر مباراة له قبل عامين ليهبط الاتفاق لدوري الأولى وسط ضجة إعلامية رياضية تجاه هذا التصريح علما بأن كافة هذه التصريحات لم تلق أي رد من اتحاد الكرة سوى بعقوبات بسيطة جدا لا تتجاوز الغرامات المالية التي يستطيع رؤساء الأندية دفعها دون تعب أو إرهاق على ميزانية النادي أو حتى حساباتهم الشخصية. قصص بيع الدوري السعودي وفساده المزعومة ليست وليدة اليوم كما يظنها المشجعون الجدد بل هي قصص تعود إلى أواخر السبعينات والثمانينات وما تلاهما حينما كان يُصرح دائما بضرورة منح ناد ما بطولة الدوري وترك الأندية الأخرى تتنافس على كأس أخرى في إشارة إلى تسهيلات يحظى بها الهلال تحديدا في الثمانينات الماضية. تزايد مثل هذه التصريحات طبيعي جدا بالنسبة للمتابعين في ظل أن اتحاد الكرة السعودي لا يقابلها سوى بغرامات تصل إلى 300 ألف ريال وهو رقم يصعب الوصول إليه باعتبار أن 90 في المائة من الغرامات التي عوقب بها رؤساء الأندية تتراوح بين 40 إلى 50 ألف ريال وسط حالات نادرة في الوصول إلى 300 ألف ريال. الغريب في الأمر أن تشويه أهم منتج للكرة السعودية والذي يحظى باهتمام واسع وصدى كبير في آسيا ومنطقة الخليج يجد صمتا عجيبا من مسؤولي الرياضة السعودية وكذلك مسؤولو اتحاد الكرة السعودي وسط حالات قليلة جدا في التصدي لها بعقوبات خجولة لا تستحق الإشهار ضد «هوامير الرياضة» من رؤساء وإداريين ولاعبين. الحالة التي تعيشها كرة القدم السعودية تستوجب سن قوانين رادعة لأي منتسب لاتحاد الكرة السعودي ولكل ناد منافس في دوري المحترفين السعودي والمسابقات الكروية الأخرى بضرورة احترام المنتج الأهم وأن يكون هناك أدلة صريحة تقدم للجهات القضائية في الاتحاد ضد أي حالات فساد يتم ضبطها بدلا من مكاسب إعلامية يحققها المروجون لقصص الفساد وبيع المباريات وتتويج الأندية قبل انتهاء البطولات على حساب اسم المسابقة.

مشاركة :