إعادة الاعتبار لحكمة الاستحمار | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 9/1/2016
  • 00:00
  • 42
  • 0
  • 0
news-picture

إذَا كَانت الأُم مَدرسَة، فإنَّ الحِمَار جَامعة، يَستلهم مِنه الإنسَان «عِلْم الحيَاة».. وحَتَّى أُدلِّل عَلى أنَّ الحِمَار جَامعة، إليكُم قَصَائِد تَعليميّة مِن دِيوَان الحَمير التَّوجيهي: في عَالَم الصَّبر، لَا يُمكن أَنْ نَتجَاهل أنَّ الحَمير أسَاتذة في الصَّبر، حَتَّى أنَّ الحِمَار استَحق لَقَب «أبوالصبر» -بكُلِّ جَدَارَة- مِن غَير شَفقة ولَا وَاسطة، فسُمِّي «أبوصابر»، وصَبره هَذا أَلهَم الأُدبَاء والشُّعرَاء.. ومَن يَذهب إلَى المَكتبَة، سيَجد عَشرَات الكُتب التي تَحمل عَناوين مِثل: «أنَا وحِمَاري».. «حِمَار توفيق الحكيم».. «عَودة الحِمَار».. «يَوميّات حِمَار».. «خَواطر حميريّة».. «جَامعة الحَمير».. إلخ! ومِن الدّروس التي نَتعلَّمها مِن الحِمَار، «الشَّجَاعَة»، فهو لَيس كالجُبنَاء، الذين يَفرّون يَوم الزَّحف؛ حِين تُقرع طبُول الحَرب، ويَكفي أَنَّ البَشر إذَا تَوجَّسوا مِن مَنطقَة، قَد يَكون فِيهَا حَقل ألغَام، أَرسلوا الحَمير لاستكشَافها، وبذَلك يُضحِّي الحِمَار بنَفسه؛ مِن أَجل سَلامة البَشريّة وإسعَادها..! ومِن الدّروس التي نَتعلَّمها أَيضاً مِن الحَمير، قوّة العِشق وصِدق الحُبّ، فالحِمَار عَاشِق لأُنثاه، يُحبّها ويُدلِّلها، ويُصبّح بالحُب والعَلَف في مَطلع كُلّ نَهَار، وقَد سَاءني مَا حَصل مِن شَوشَرة وتحَطيم للحُبّ وغَرَامه، حِين هَضمت كَثير مِن القَنوَات الفَضائيّة -قَبل سَنوَاتٍ عِدَّة- «حقُوق الحَمير»، فمَنعت أُغنيّة «بحبَّك يا حمار، يا عمّ الحمير كُلّهم»، للمُطرب «سعد الصغير» -رَغم رَداءتها وفُحشها-..! أكثَر مِن ذَلك، فإنَّ الإنسَان إذَا ارتقَى فِي فَنِّه، أصبَح حِمارًا، وعَلى ذَلك يُحمل مَا جَاء في لِسَان العَرب، مِن أنَّ كَلِمَة «فنَّان» تَعني حِمارًا، لتَفنّنه في العَدو والحَركة..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أَنَّ أَقول: سَامح الله شَاعِراً يَنتمي لفَصيلة البَشَر، حِين قَال ذَات حَمَاقة: إِذَا أَنْتَ لَمْ تَعْشَقْ، وَلَمْ تَدْرِ مَا الهَوَى فَقُمْ فَاعْتَلِفْ تِبْنًا فَأَنْتَ حِمَارُ..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :