من باب الإيمان بفرج الله الكامن في اشتداد الكرب وطول الصبر وتكاثر الأعداء، وددتُ التذكير بصورتين (طازجتين) من صور الحرب على الإسلام تحت شعارات الحرب على الإرهاب! وهذا هو حزب الحرية الهولندي الذي يُوصف بأنه يميني متطرف يتوعَّد عبر برنامجه الانتخابي بغلق كافة المساجد في البلاد وبحظر القرآن الكريم، كما يتوعد في حال فوزه بغلق كافة مدارس المسلمين في هولندا بحلول عام 2021م. ومما يتضمنه برنامجه الانتخابي الموغل في معاداة الإسلام؛ غلق الحدود ومراكز طالبي اللجوء، وحظر الحجاب في الوظائف العامة. وفي فرنسا تولت صحيفة (لوموند) الشهيرة أكبر حملة إعلامية موجهة إلى الإسلام والمسلمين، فقالت: إن المواطنين الفرنسيين باتوا منزعجين من وجود المسلمين في المجتمع، وأن لا حل إلا بتطهير المجتمع منهم، وأن الجحيم مفتوح لكل من يحاول انتقاد هذا التوجُّه العنصري السافر. وقد سبق ذلك حظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة، كما رافقه حظر لبس البوركيني (لبس السباحة الساتر) على الشواطئ العامة. أما الأسباب الظاهرة التي يتشدق بها الغرب، فهو ما يسمى بظاهرة الإرهاب في فرنسا وما جاورها مثل بلجيكا وهولندا، والمنسوبة غالبًا إلى داعش بالرغم من أن داعش ظاهرة ساهم الغرب في صنعها بل وصنعها على عينه. ولو كان عدد ضحايا داعش هو المعيار الذي يحتكم إليه الغرب لإعلان الحرب على المسلمين من أبنائه فضلًا عن المسلمين خارجه، والمقصود بالمسلمين هنا طبعًا السنة لا غير! نعم لو كان عدد الضحايا هو المعيار لكان الإرهاب الفرنسي الذي مُورس في الجزائر دافعًا لطرد كل فرنسي من ديار المسلمين لمئات السنين، فهم قد قتلوا عشرات الألوف من الأبرياء من غير المقاتلين المدافعين عن تحرير بلادهم، فضلًا عن المقاتلين الذين لم يكن لهم من السلاح إلا نزر يسير، قياسًا بما امتلكته فرنسا آنذاك. هذا الغرب ينسى كل جرائمه ضد المسلمين عبر تاريخه الأسود، ولا يتذكر إلا شيئًا من الحاضر الذي لا يمت للإسلام بصلة أكثر من الاسم والهوية، في حين يتناسى ارتكاب الجنود الفرنسيين وغيرهم مذابح لا حدود لها في ديار المسلمين. salem_sahab@hotmail.com
مشاركة :