ذكرت الحياة (12 أبريل) أن وزارة العدل ممثلة بالمحكمة العامة في جدة، وأمانة محافظة جدة تقودان (حملة) ضد (الصكوك المشبوهة لأراضٍ في مواقع عدة استولى عليها هوامير من دون وجه حق). وفي ثنايا الخبر توضيح لمسارات أحد الصكوك «المشبوهة» الضالع فيها بعض كتاب العدل للأسف الشديد. كيف بدأ المشوار وكيف تدرج وكيف انتهى! وهي محاولات لدرء الشبهات أشبه ما تكون بمحاولات غسل الأموال، وهي فعلاً عمليات غسل لمحو الأسباب والآثار. أعلم أن التباكي على الزجاج المكسور لن يعيده أبدًا، لكن المأمول أن يتنبه حملة الزجاج في المرات القادمة فيحافظوا عليه صقيلًا لامعًا خالياً من اللوثات والشبهات والسقطات، وأن يُعاد تسطير الإجراءات والآليات بحيث تنتفي فردية اتخاذ قرار البت في الأراضي ذات المساحات المليونية التي تنبع من فراغ بفضل المرتشين والمزورين لتنتهي إلى ملكيات الهوامير. اليوم نعيش ولله الحمد عواصف الإصلاح والتغيير في عهد سلمان القائد الحكيم والملك الكبير. والعصف يعني الاقتلاع من الجذور، ولا أجمل من اقتلاع جذور الفساد خاصة عندما يصدر من أفراد معدودين يلوثون سمعة فئات من الشرفاء الصادقين. وأفضل آلية لاقتلاع الجذر الفاسد والنبتة الرديئة هي فضحها على الملأ حتى لو كانت في القبور، فضلًا عمن أثروا ثراءً فاحشًا وهم يتقلبون في هذا الثراء ويتمتعون غير آبهين ولا معتذرين ولا نادمين. في عهد الملك الحازم وولي عهده رجل الأمن الصارم وولي ولي عهده صاحب الفكر الثاقب يأمل المواطن أن تقفز الحرب على الفساد خطوات هائلة كبيرة تسابق الزمن وتقضي على العفن، وتعيد للمواطن ثقته بأن مواجهة الفساد باتت ممارسة فعالة مثمرة أكثر من كونها شعارات جميلة منمقة. ثمة ملفات فُتحت منذ سنوات ليست بالقليلة علم بها القاصي والداني، ولا تزال كذلك، تضمنت تصريحات مبهمة وإشارات غير واضحة إلى رموز مجهولة من شاكلة م. ع، ح. ق، غ. ج. لم تزد المواطن إلا حيرةً وترددًا، وربما زادت المفسدين شجاعةً وإقدامًا. يا عواصف الحزم اقتلعي منابت الفساد بكل قوة وحسم. salem_sahab@hotmail.com