لماذا تتكرر أزمات المياه كل صيف؟ ولماذا لم تكتمل مشروعات الصرف الصحي بالرغم من تجاوزها الخطط المحددة لها؟ لماذا فقدت الخطط الخمسية للمشروعات الحيوية (هيبتها) بالنسبة للمواطن؟ هل المشكلة في التنفيذ؟ أم تراها شح الموارد؟ أو هو العجز في الكوادر؟ لماذا يعيش المواطن هذا الهاجس كل عام؟ لماذا يبيت قلقاً من انقطاع الماء؟ ثم يستيقظ قلقاً لصعوبة توفير صهريج ماء؟ ما هكذا يعيش الإنسان: بين قلق وقلق كأنه بان كي مون أمين هيئة الأمم المتحدة، ذلك الكوري الغلبان! لا أحسب أن للسؤال جواباً حاضراً في الأذهان؟ كل الذي تتفتق عنه القرائح هو مزيد من الوعود والآمال؟ بعضها يصدر بصيغ التوكيد الجازم والقطع الحاسم، لكنها لا تلبث أن تتبخر تلك الوعود الجميلة والأماني الرائعة مع اشتداد حرارة الصيف التالي، وأحياناً مع بزوغ شمس الربيع الذي يحل قبل الصيف. وحتماً ستجد لدى الجهات المسؤولة قوائم من الأعذار التي لا تنتهي، منها وهو الغالب يُرمى على جهات أخرى. وهي جهات إما لا ترد على مخاطبات الوزارة والشركة المسئولتين عن توفير المياه، أو أنها لا تحمل بين طيات ردودها لا حلولاً ولا حتى اقتراحات للحلول! جملة الأعذار المملة من انعدام التنسيق وغياب التعاون وانتشار روح اللامبالاة بين الجهات الرسمية المختلفة باتت من مخلفات الماضي التي يجب أن تزول إلى الأبد في ظل وجود مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يرأسه سمو ولي ولي العهد ويضم أكثر من 20 وزيراً ويحضره عدد من كبار المستشارين الجادين. اقتراحي أن تُحدد أهم القضايا الكبرى التي يعاني منها المواطن مثل الماء والكهرباء والإسكان والمرور وغيرها، وأن تُشكل لكل منها لجنة فرعية دائمة لا تأتي بالتقارير فحسب عن سير العمل، وإنما تُطالب بوضع الحلول العملية وجدولتها، وأن تعلن للمجلس أسماء الوزارات والجهات المتقاعسة عن المشاركة الفاعلة في تنفيذ الحلول وإظهار روح التعاون المفضي إلى نتائج ميدانية تنعكس على حياة الناس إيجاباً. غير مكلفة هي صناعة الأعذار، ولكنها مقلقة ومؤلمة ومحبطة ولا تقضي عليها إلاّ همم الكبار. salem_sahab@hotmail.com
مشاركة :