حتى لا تكبر كرة الثلج - عبدالرحمن عبدالعزيز الهزاع

  • 7/20/2014
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

أنا وأنت وبنو البشر جميعاً لديهم الكثير من العلاقات مع بني جنسهم، وتتعدد هذه العلاقات وتتنوع وفق ما يقومون به من اعمال، ووفق ما تربطهم به المصالح مع الآخرين. هناك علاقات القرابة والعلاقات الاجتماعية ومثلها التجارية وعلاقات العمل... الخ. الحوار والمكاشفة يلعبان دورا رئيسا في استثمارنا لهذه العلاقات وتنميتها بما يحقق المصالح العامة، ويتأكد دورهما متى ما كان صادقا وشاملا لكل تفاصيل العلاقة الثنائية والعلاقات العامة، وعن طريقهما يمكن اختصار المسافات والوصول إلى أفضل النتائج. استخدامنا للحوار يشوبه الكثير من التحفظ والتخوف من أمور قد تكون وهمية ولا تتجاوز مدى ما نعتقده، ولكن لو نظرنا إلى الواقع بعين المتجرد الصادق الذي يترفع عن نيل مصالح خاصة لوجدنا أن الكثيرين، مع الأسف يظهرون خلاف ما يبطنون، وأن لديهم الشيء الكثير مما يتوجب قوله للآخرين، ولكنهم صامتون. إن سكوتنا على أشياء محددة أو آراء معينة أو ملاحظات على ما نقوم به من أعمال يجعل الطرف الآخر يستمر في سيره على ما هو عليه، فيما يزداد الاحتقان لدى نظيره ويقوم بتصرفات ويتخذ مواقف قد تسيء إلى مسيرة العمل كاملة. هذه بداية تكوّن كرة الثلج في العلاقات بين أي طرفين. تبدأ معكرات صفو العلاقة بموقف أو وجهة نظر أو مطلب لم يحققه (زيد لعمرو) فيقوم زيد، وهو لا يعلم، بالسير في الاتجاه الذي يعتقد أنه الصائب فتبدأ كرة الثلج في التدحرج وتكبر شيئا فشيئا إلى أن تصل إلى حجم مدمر لكل من وقعت عليه. فلماذا يا (عمرو) لا تقول ما في نفسك وتكاشف أخاك (زيدا) بما يجول في خاطرك وبذلك تتكون علاقة حميمية بينكما وهي كفيلة بدفئها أن تذيب كرة الثلج في بداية تكوينها، وبذلك يزول الشك وتصفو النفوس وتتحقق الآمال؟ الصراحة، بمعناها العام، كلمة مليئة بالمثاليات وأدبيات السلوك والتعامل، وهي كفيلة، بإذن الله، متى ما استخدمها المرء بكل تجرد أن توثق وتقوي علاقاتنا الأسرية والاجتماعية، وعلاقاتنا في محيط العمل بغض النظر عن كثرة من نتعامل معهم. الصراحة، في مضمونها المثالي، لا تعني على الإطلاق الغلظة أو الشدة واستخدام الألفاظ الجارحة، كما أنها لا تعني المداراة والمداهنة. نحن في زمن كثرت فيه التداخلات وتعددت الأهواء والمعتقدات يصاحبها كمٌّ كبير من الأهداف، وإذا لم تكن الصراحة والمكاشفة عونا لنا ومنهجا لتعاملنا فلن نحقق ما نصبو إليه، وصفحات التاريخ حُبلى بالعديد من الشواهد والعِبر.

مشاركة :