تاريخ طلب العلم - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 1/5/2016
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

أقرأ – وبكثرة – عن رجال من بطن الجزيرة العربية، وقصدى القول إنهم من أهلنا في شمال ووسط وشرق وغرب وجنوب بلادنا قطعوا البراري وأكثروا الترحال وراء العلم والمعرفة. فالصياغة التقليدية في تلك المحررات تقول عن شخص علم ومعرفة إنه – أي الباحث عن العلم – ذهب إلى العراق وقرأ على الشيخ الأعظمي أو الألوسى فقه المواريث على المنهج الحنبلي، ثم سافر إلى مصر وأخذ عن فلان من الأزهر فقه اللغة، وذهب إلى البحرين ورافق الشيخ فلان، وتأخذك الصفحات في قصة رجل أو رجال يبحثون عن العلم ليس من أجل وظيفة أو ماجستير أو دكتوراه كم هو جار الآن. ثم بعد سيرنا في ركاب العلوم كالطب والهندسة، وجدنا أن الذين سافروا إلى الخارج انقسموا إلى فئات لا أدري لماذا ولا كيف أصنّفها. أظن - وهذا قد لا يكون دقيقاً - أو لأقل لا أُعمّم أن ثمة ظاهرة ترافق الناس في تحصيلهم العلمي. وهي أن المهن الطبية من طب وصيدلة وتصوير مقصورة على أبناء وبنات الطبقة المتوسطة والفقيرة. فترى أن الخريجين والممارسين لا يوجد بينهم إلا القليل من أبناء البيوت الثرية. وتكاد تلك الظاهرة تكون موجودة في بقاع كثيرة من العالم. ولو ندرت هذه الظاهرة، فإننا لا نلبث أن نرى الأطباء بجميع تخصصاتهم، وكذا الصيادلة يميلون إلى تعاطي التجارة أثناء ممارستهم. ولا أرى بأساً في هذا النهج، فمن منحه الله قدرة ومالاً وملكة التجارة، فهو حر فيما يذهب إليه. قال البعض إن أبناء وبنات الثراء لديهم دماء أو جذور ربما جاءت إليهم من أهلهم، ودفعها العلم والتمرس والسوق والفهم بأن يروا أن التجارة أساس لكل ما هو جميل ومرموق، وليس فحص الفم والأسنان ومطالعة أفلام التصوير الإشعاعي كل يوم، كجزء من كسب المعيشة. فهم يريدون أن ينسبوا لأنفسهم إنجازات غير تلك، لأنهم ورثوا القدرة والعقل التجاري. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :