الأخلاق والسينما (3) - ثقافة

  • 9/18/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

... وهناك سؤال مهم نجده أمامنا وهو هل السينما مطالبة بتقديم الواقع كما هو أو فلنقل نقل الحقيقة كما هي؟ ام ان ذلك مرتبط بالافلام الوثائقية كون السينما فيها مساحة للابداع وللخيال بحوار درامي متفاعل طوال فترة الفيلم؟ إن السؤال واحد لكن الاجابة عنه متعددة كون الانسان يميل الى الجدل بطبعه، كما ان الذاتية بها لذة يحب ان يمارسها البعض امام الاخرين بهدف الاستعراض او الاستفزاز. والاخلاق في السينما مهمة جدا لمن يعمل بها ولمن يتلقاها، واكثر ما يثير الامر هو وجود المشاهد الإباحية في الفيلم السينمائي، وعلى الرغم من ان الكثير ممن يعملون بالفن لديهم قناعة بأن الفيلم التافه هو الفيلم الإباحي الا اننا نجد أن بعض المخرجين يقومون بالزج بالمشاهد الاباحية دون مبرر بحثا عن الاضواء الاعلامية من قبل وسائل الاعلام وبالتالي كي يصبح اسمه معروفا خارج الوسط الفني، وان كان مشهورا فانه يبحث عن شهرة اكثر من بين المشهورين. والمنتج السينمائي يشكل حلقة مهمة لكنها تنسى من قبل الكثير كون الفيلم هو من تمويله، وبالتالي هو من يضع بعض الامور بصيغة أوامر يجب ان تنفذ ويلتزم بها المخرج بدءا باختيار اسماء الممثلين مرورا ببقية فريق العمل وانتهاء بتحديد تفاصيل تكلفة الفيلم، وهو أيضا الذي يضع خطوطا عريضة لطبيعة الفيلم الذي يريد ان ينتجه ويترك بقية التفاصيل للمخرج. وهناك منتج يبحث عن الربح المادي أولا وبالتالي هناك من اقنعه بأن الاعلان عن الفيلم ببعض الاباحية عبر الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي بفترة تسبق عرض الفيلم تدفع بالجمهور خاصة الشباب من الجنسين لمشاهدة الفيلم فيحقق ربحا ماديا ومعنويا. وتبقى النقطة الرئيسية ان السينما لها سلوكيات ابداعية اكثر منها اخلاقية لكنها قد تتمرد فلا تتقيد بتلك الاخلاق لان المخرجين كثر ومتعددين، فهناك من لديه ثقافة دينية وعادات وتقاليد يحترمها ويجد نفسه منسجما معها، وفي المقابل نجد مخرجين يقررون التمرد بل ويهاجمون الدين وقيم المجتمع، كما انهم يرون انها سبب في تخلف الابداع السينمائي في الوطن العربي، وهناك مخرجون يقدمون المثاليات والاخلاقيات في افلامهم لكنهم على النقيض في حياتهم الخاصة، وتلك الازدواجية ليست جديدة وليست غريبة عن المجتمع. وتكمن المشكلة في ان بعض المخرجين يسرفون في تقديم المشاهد الجنسية في الافلام التي يقدمونها ما يثير حفيظة رجال الدين وبعض مثقفي المجتمع، كون البعض منهم يرفض لكنه لا يفصح، كي لا يقال انه رجعي، لكننا نجد انه بشكل عام فان الافلام السينمائية العربية مقبولة الى حد كبير وان كانت هناك بعض الاستثناءات، وهناك من يرى ان السينما ليست درسا دينيا وبالتالي فانهم يطالبون بالمزيد من الحرية في الطرح، خاصة انه لا يلزم افراد المجتمع بالذهاب الى السينما مثلها مثل بقية الامور ككرة القدم والمكتبة، اي ان المخرج ليست لديه سلطة في إجبار الناس على الذهاب الى السينما وشراء تذكرة وحضور الفيلم. والفيلم السينمائي قد يعكس أخلاق المخرج فمنهم من لديه توجه نحو الإباحية في حياته العادية وبالتالي يريد ان يمارسها في أفلامه، ومنهم من يرى ان الفيلم بمثابة حلم جميل يريد ان يضع فيه ما يريد دون ان يوقفه احد، وهناك من لديه توجه أيديولوجي يعبر عنه عبر الفيلم، ومنهم من لديه قضية تؤرقه يريد ان يضع حلولا لها عبر فيلم سينمائي، وهناك من يؤمن بأن الفن للفن دون تحديد معالم وملامح الفيلم السينمائي. * كاتب وفنان تشكيلي كويتي

مشاركة :