زرع الأمانة | عبد العزيز حسين الصويغ

  • 9/20/2016
  • 00:00
  • 28
  • 0
  • 0
news-picture

تجربة جميلة، قرأتُ عنها في موقع تويتر بالشبكة العنكبوتيَّة، وثَّق فيها أحدُ المواطنين بكاميرا جوَّاله، وجود محل لبيع الخضراوات، يعمل على مدار الساعة بدون بائع، على إحدى الطرق السريعة، بمحافظة بلجرشي، بمنطقة الباحة. ويظهر الفيديو المحل مفتوحًا قُبيل وقت الفجر، ولائحة تُحدِّد أسعار الخضراوات، وخزينة صغيرة لإيداع الحساب فيها، ويتولَّى الزبون خدمة نفسه بنفسه، بأخذ الخضار، ووضع الحساب. **** أثارتني الفكرة، التي جذبت اهتمام كثير من روَّاد شبكات التواصل الاجتماعيَّة، فكتبتُ عنها تغريدة قلتُ فيها: «تجربة جيدة أرجو أن يجد لها صدى إيجابيًّا يشجِّع على هذا النوع من البيع.. وليته يخبرنا عن نتيجة هذه التجربة». **** ولم يخبْ ظنِّي بعد أنْ أكَّد صاحب هذه الفكرة (علي بن شاهر الغامدي) نجاح تجربته، في لقاءٍ أجرته معه قناة (الإخباريَّة)، إذْ لمْ يلمسوا سوى الأمانة من المشترين من المحل، مبيِّنًا أنَّهم لم يجدوا يومًا نقصًا في النقود التي يضعها المشترون بالصندوق، مقابل مشترياتهم، بل في بعض الأحيان يجدون مبالغ إضافيَّة. **** أخيرًا.. لقد كسب صاحب هذه التجربة حتمًا بمبادرته الجديدة، زرع الثقة في هذا النوع من التعامل في نفوس الناس، واستعادة قيمة «الأمانة» التي نساها البعض في خضم صخب الحياة. وأدعو إلى تعميم هذه الفكرة في أكثر من مجال، خاصة وهي تتواءم مع المبادرات الأخيرة لتقليص أعداد العمالة الوافدة. وإذا كان لي من إضافة، فهي ضرورة وضع كاميرات مراقبة لتوثيق عمليَّات البيع والشراء!! #نافذة: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ مَا تَحَابُّوا، وَأَدُّوا الأَمَانَةَ، وَاجْتَنَبُوا الْحَرَامَ، وَقَروا الضَّيْفَ، وَأَقَامُوا الصَّلاةَ، وَأَتَوْا الزَّكَاةَ، فَإِذَا لَمْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ ابْتُلُوا بِالْقَحْطِ وَالسِّنِينَ». nafezah@yahoo.com

مشاركة :