--> تقدم لبنان بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي مطالبًا باتخاذ موقف تجاه الهجوم الإسرائيلي، على أحد مواقع حزب الله، قرب الحدود مع سوريا، وتأتي هذه التطورات مع تصاعد عمليات التفجير في عدد من المناطق اللبنانية، بضمنها مدينة الهرمل في الشمال اللبناني، والضاحية الجنوبية في مدينة بيروت، وعجز الدولة عن بسط سيطرتها على كامل الأراضي اللبنانية، بسبب رفض حزب الله، التحول من ميليشيا إلى حزب سياسي. المعضلة التي يواجهها لبنان، والتي تسببت في عدة حروب أهلية، هي استقواء طوائفه، بقوى من خارج البلاد، لتقوية أوضاعها في الداخل. وقد كان ذلك ولا يزال سببًا في ضعف مؤسسات الدولة، وعجزها عن بسط نفوذها على كامل الأراضي اللبنانية. لقد عملت المملكة العربية السعودية، منذ منتصف السبعينات، حين اشتعلت الحرب الأهلية الثانية، في خطين متوازيين. الأول تحقيق المصالحة الوطنية، بين مختلف الأطراف المتصارعة، والثاني تقوية الدولة اللبنانية سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، لتمكينها من حماية أرواح اللبنانيين وتحقيق الأمن والاستقرار، وتنفيذ البرامج التنموية، القادرة على النهوض بلبنان، واستعادته لعافيته. وقد جسد اتفاق الطائف، الذي وقعت عليه مختلف الفعاليات السياسية اللبنانية هذه الثوابت؛ فقد ركز الاتفاق على ثلاثة عناصر. العنصر الأول: انسحاب القوات الأجنبية من لبنان، وقد تحقق هذا الهدف بهزيمة الإسرائيليين وإجبار القوات السورية، من قبل المجتمع الدولي، على الانسحاب من لبنان. أما العنصر الثاني، فهو نزع سلاح جميع الميليشيات اللبنانية، من دون استثناء لأحد، ومساعدة الدولة على بسط سيطرتها على كامل الأراضي اللبنانية. وقد تعثر ذلك بسبب تعنت حزب الله ورفضه الخضوع لهيبة الدولة، تحت ذريعة أنها حركة مقاومة. التي كان آخر أداء لها، هو قبل ما يقرب من سبعة أعوام، في حرب يوليو عام 2006. العنصر الثالث: هو تبني خطة إعمار شاملة، لإعادة بناء ما خلفته الحرب من دمار، وصيانة المواقع والخدمات السياحية، وتحقيق تنموية اقتصادية، ولم تتردد المملكة في تقديم أي عون من أجل استكمال مخطط الإعمار وعلى كل الأصعدة. لقد ظل اتفاق الطائف منذ التوقيع عليه حتى يومنا هذا يمثل الركيزة الأساسية في جميع البرامج التي طرحتها الحكومات اللبنانية المختلفة. لكن تحقيقه لا يزال يواجه مصاعب؛ أهمها ضعف الدولة، وعدم قدرة الجيش اللبناني، على إجبار حزب الله للخضوع لبنود هذا الاتفاق. وقد تمثل ذلك بخروج هذا الحزب عن إرادة جميع اللبنانيين بالنأي عن التدخل في الشؤون السورية، وإعلانه الصريح عن مشاركته في القتال إلى جانب النظام السوري، لقمع الثورة السورية. موقف المملكة من استقلال لبنان وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، وتقوية الجيش اللبناني، لم يكن موقفا سياسيًا فحسب، بل دعمته بمختلف وسائل الدعم، وآخرها صفقة السلاح الفرنسية التي بلغت ثلاثة مليارات دولار، ولسوف تواصل المملكة دعمها، أملًا في استكمال خارطة الطريق لنهوض لبنان، ومنع التدخلات والعدوان الخارجي عليه، وبسط نفوذ الدولة هو الخطوة الأولى على هذا الطريق. محمية أرامكو.. حلم البيئة المنتظر أعلنت شركة أرامكو السعودية، خلال الأسبوع الماضي، عن إنشاء أول محمية طبيعية في صحراء الربع الخالي، وعلى مساحة 600 كيلو متر مربع، في خطوة يراها المتابع أكثر من رائعة، تخطوها إدارة حماية البيئة في أرامكو السعودية؛ لحماية الحياة البيئية. وذكرت الشركة ضمن منتدى البترول والبيئة التقدمي، الذي اختتم يوم أمس الأول في محافظة الخبر، أنها ستعمل على إعادة الغطاء النباتي والغزلان والمها العربي إلى ما كانت عليه سابقا، مع إعادة زراعة بعض الأشجار التي كانت موجودة، وذلك بهدف إعادة إحياء الحياة الفطرية، بعد انقراضها؛ بسبب درجة الحرارة العالية جدا، وندرة هطول الأمطار، وقلة الأراضي الصالحة للزراعة وقلة المياة في الربع الخالي، والذي يعد أكبر المساحات الرملية في المملكة. "منطقة التنوع الإحيائي" المعلن عنها، كانت يوما ما حُلما بالنسبة لسكان المنطقة الشرقية، التي لا تزال تفتقد حتى اليوم إلى حديقة حيوان منظمة ونظيفة وبمساحات واسعة، تتيح للأطفال وطلبة المدارس التعرف على الحياة الطبيعية للحيوانات بشكل مباشر، وليس من خلف الشاشات الالكترونية، أو الأقفاص المهملة الموجودة في منتزهات عشوائية التنظيم، يطلق عليها مجازاً حدائق للحيوانات، فيما ضررها على البيئة وسكان المنطقة يفوق نفعها بمراحل. وشركة كشركة أرامكو السعودية، التي عثرت في عمق صحراء الربع الخالي على كنوز لا تعد ولا تحصى، لم ولن تبخل في رد العطاء للأرض المعطاء كما عودتنا دائما، وجاءت هذه المحمية عرفانا ووفاء للأرض الطيبة وأهلها.. فشكرا أرامكو السعودية.. والشرقية تستحق المزيد. مقالات سابقة: كلمة اليوم القراءات: 122