تمكنت القوات الأفغانية اليوم (الثلثاء) من استعادة مدينة قندوز (شمال) من ايدي عناصر حركة «طالبان»، فيما يفتتح في بروكسيل مؤتمر الجهات المانحة التي من المتوقع ان تجدد التزامها بدفع بضعة بلايين من الدولارات لافغانستان. وقال قائد شرطة قندوز الجنرال محمد قاسم جنقلباق: «تم طرد عناصر طالبان من وسط المدينة، لكن المعارك كانت متواصلة بعد الظهر خارج المدينة خصوصا في الجنوب». وقال محمد آصف احد السكان «الناس قلقون. الافراد الذين يغادرون هم الذين يعملون للحكومة والمقاولون الذين قد تكون حياتهم مهددة». وعلى رغم تعزيزات القوات الخاصة ودعم الاميركيين المنتشرين في افغانستان في اطار قوة «حلف شمال الاطلسي» (ناتو)، تراجعت الثقة بالقوات الحكومية مع هذا الهجوم الخاطف الذي شنه المتمردون. وسقط في هذه المدينة التي يناهز عدد سكانها 260 الف نسمة حوالى 300 قتيل و600 جريح بحسب الامم المتحدة، خلال الهجوم السابق لطالبان عليها اواخر ايلول (سبتمبر) 2015. وقال حاكم المدينة أسد الله عمر خيل ان مقاتلي «طالبان» يختبئون بين المدنيين ودعا «السكان الى ملازمة منازلهم». وبحسب مدير دائرة الصحة الاقليمية عبد الحميد علم «نقل خلال يومين قتيل و107 مدنيين الى المستشفى المركزي معظمهم اصيبوا بالرصاص وشظايا قذائف». وقال الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية صديق صديقي في وقت سابق اليوم إن بلاده ما زالت تركز على تطهير قندوز من مقاتلي «طالبان»، وأعلن مسؤولون استعادة القوات الأفغانية السيطرة على الجزء الأكبر منها وسط اشتباكات متقطعة، بعد يوم من تقدم «طالبان» نحو وسط المدينة. وقال مسؤولون أفغان إنهم ما زالوا يحققون في كيفية تسلل مقاتلي «طالبان» عبر دفاعات المدينة على رغم مرور أشهر عدة على بدء عمليات عسكرية هدفت لمنع تكرار تسللهم العام الماضي. وذكر الناطق باسم وزارة الدفاع الأفغانية دولت وزيري إنه لم يتم التخلي عن أي نقطة تفتيش فيها قوات من الجيش. وصرح قائد شرطة قندوز قاسم جانج الباغ بأن القوات الأفغانية من الجيش والشرطة مدعومة بقوات خاصة أميركية ومن الجو فضلاً عن طائراتها الحربية، سعت إلى تطهير المدينة ليلاً، وأن مقاتلي «طالبان» ظلوا في مناطق عدة لكن القوات الأفغانية حققت تقدماً. وكانت «طالبان» شنت هجوماً منسقاً على المدينة من أربع جهات في ساعات الصباح الأولى أمس وسيطروا على مناطق وسط قندوز، وقال شهود إن ما لا يقل عن خمسة من مقاتلي «طالبان» كانوا مسلحين ببنادق «إيه كيه - 47» وبنادق آلية وقذائف صاروخية. ويأتي الهجوم في حين تصعد الحركة عملياتها في مناطق مختلفة من أفغانستان، بما في ذلك إقليم هلمند الاستراتيجي جنوب البلاد والذي يهددون عاصمته لشكركاه. وكانت قندوز سقطت في يد «طالبان» لفترة وجيزة قبل عام واحد وشهدت قتالاً عنيفاً وتعرضت لتهديد خطير في نيسان (أبريل) الماضي.
مشاركة :