الأزمة يعتبر التعليم من الاساسيات التي تمثل مدى تطور البلدان وارتفاع المستوى الثقافي والعلمي الذي يتلقاه الابناء منذ نعومة اظافرهم. فالقراءة تنمّي العقل وتخرجه من ظلمة الجهل الى نور العلم، بما يجعل المرء يؤثر على من حوله ولا يتأثر الا بصعوبة. فالثقافة لا تقف عند سن محددة، فالكثير من العلماء يبدعون ويقومون باكتشافات جديدة لها فوائد كثيرة، لكن ايضاً لها سلبيات بنسبة وتناسب، وهم الأكثر تأثيراً على كل نواحي الحياة، والدليل على ذلك قول الله سبحانه في سورة فاطر آية 28 «إنما يخشى الله من عباده العلماء ان الله عزيز غفور». والأكثر من ذلك، تشجيع الله سبحانه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالقراءة، وهي أول آية نزلت عليه من سورة العلق 1: «اقرأ». وكذلك تشجيع النبي عليه الصلاة والسلام بعد غزوة بدر في العام الثاني من الهجرة ووجود الاسرى ولحريتهم، ان يعلم الواحد منهم القراءة والكتابة، لعشرة من المسلمين. فهذه الامانة من يحملها يعتبر مكلفاً امام الله ورسوله بحسن الاداء، فالعلم عندما بدأ في الكويت على ايدي مطوع او مطوعة... يعلم القرآن والسنة النبوية والمستمدة منها العادات والتقاليد، وزاد ترسيخ ذلك بانشاء المدرسة المباركية العام 1910 ثم الاحمدية في 1921 واضافة مواد اخرى، كاللغة العربية والتاريخ والتربية الاسلامية ثم الرياضيات والجغرافيا وغيرها. نريد لأبنائنا ان نزيدهم ايماناً بربهم امام هذا الاختلاط المبكر في المدارس الخاصة بالغ الخطورة من الطفولة والمراهقة، وان تكون هناك رقابة شديدة خارج الفصول خصوصا في مواجهة المسلسلات والافلام الاجنبية التي تشجع على «الوشم» والتنمص والتفلج، اي كل ما يشوه الجسد، ثم «الصداقة المحرمة» وحرية ذلك وما يأتي من بعده وعدم وجود مساجد في بعض هذه المدارس الخاصة وكثرة المدرسين الاجانب الذين يشجعون على ذلك حيث ينشرون ثقافاتهم ويعتبرونها تقدمية وطمس العادات الشعبية التي يعتبرونها تخلفية، ودليل ذلك عندما سمعت من احد الطلبة يجادل عن سبب منع الاختلاط فقال مستنكراً: «أليس في مكة المكرمة اختلاط»؟. الحل جعل اللغة العربية والتربية الاسلامية والتاريخ العربي، بجانب اللغة الاجنبية والتاريخ الاجنبي، في المدارس الخاصة، كمواد أساسية في النجاح، وتوجيه وزارة التربية مع وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية بإيجاد مسجد في كل المدارس الخاصة. كويت الغد... هم ابناء الجيل القادم القوي بإيمانه الفخور بوطنه وشعبه رافعا سلاح علمه متحديا اهوال ازمات الدنيا كما فعل أجدادنا ونقلوها لنا والآن نسلمها لهم حتى يكون بيتنا من طوب وليس من زجاج. salamah609@gmail.com
مشاركة :