نجحت جنازة بيريز في أن تفعل ما يبدو أنه مستحيل، أن تجمع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وخصمه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. كان بيريز فقط قادرا على خلق لقاءات مستحيلة، مثل لقائه مع حسين ملك الأردن في لندن 1985، ولقاء إسحاق رابين مع ياسر عرفات في أوائل التسعينيات. من المشكوك فيه أن يكون هذا اللقاء الغريب والقصير بين نتنياهو وعباس «بداية صداقة رائعة»، ولكن أبومازن جاء تعبيرا عن تضامنه مع الطريق التي حددها بيريز. أراد أبومازن أن يغضب حماس، عدوه اللدود، وينقل رسالة داخلية إلى الشعب الفلسطيني بأنه لا يخاف من تهديدات التنظيم الإرهابي من غزة ومن إسماعيل هنية الذي يترأسه. يعتقد معظم الإسرائيليين، بدرجة كبيرة من الصدق، أن مسار أوسلو قد فشل. نفى بيريز ذلك دائما، بحجة أن القيادة الفلسطينية التي تولاها أبومازن نبذت طريق الإرهاب بشكل تام ووافقت على الاعتراف بدولة فلسطينية بحدود 1967، أي بـ%22 فقط من «فلسطين الكاملة». عارض أبومازن منذ توليه السلطة الهجمات الانتحارية، وحافظ على التنسيق الأمني بين الشرطة الفلسطينية والجيش (الإسرائيلي). لم يهم أبومازن أن يسموه خائنا يشارك في جنازة بيريز، التسمية التي سمعت بحقه منذ صعوده إلى السلطة في 2004. معظم الفلسطينيين يرون فيه، لشدة الأسف، متعاونا مع إسرائيل. من المفترض أنه إذا أخلى الجيش الضفة الغربية بشكل أحادي الجانب، فسوف تحدث هناك انتفاضة وتبادر حماس إلى الانقلاب كما فعلت في غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي في 2006.;
مشاركة :