الغش عادي ومقبول!! | أ.د. سالم بن أحمد سحاب

  • 3/6/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

لم تعد قضايا كشف حالات مزمنة من الغش والتدليس والتزوير تؤثر في نفوسنا بأكثر من آهٍ، أو أفٍ، أو (عادي). ويبدو أنه تكلّست في دواخلنا كل أشكال المقاومة أو الممانعة، بل تمكنت منّا فيروسات هذه الأخلاقيات والسلوكيات المفزعة لدرجة قتلت كل خلايا المناعة فلم تبقِ منها ولم تذر. وكم سمعنا مثلاً عن مطاعم مشهورة بأسماء معروفة تقدم في وجباتها أطعمة منتهية الصلاحية، وعلى رأسها اللحوم، غير آبهة بصحة إنسان، أو موت علان، فضلاً عن مطاعم شعبية (بالمفرد والجملة) تبيع المرض والقرف والنتن في أطباق طعام مدفوعة الثمن. وعمليات الغش في تنفيذ بعض المشروعات العامة والخاصة أصبح سلوكاً مقبولاً لا يستنكره إلاّ القادمون من السويد، أو كوكب المريخ. والأمثلة في هذا الباب لا تكاد تُعدّ ولا تُحصى. وما من فرصة للغش إلاّ ولها صاحب، أو أصحاب يلتقطونها بغض النظر عن عواقبها، فمنهم من يغش مثلاً في (كفرات) السيارات، فيبيعها معيبة على أنها جديدة، وهي قديمة معالجة، وآخرون (يقرضونك) مؤقتًا قطعة غيار صالحة بدلاً من الفاسدة في السيارة لتجتاز بها الفحص الدوري، ثم يستعيدونها بمقابل. وآخر ما صُدمت به مؤقتًا هو ما أشارت إليه المدينة (18 فبراير) عن إغلاق معمل في جدة يعيد تصنيع المراتب القديمة المستهلكة، ثم يضع عليها ملصقات وكأنها قادمة من خارج الحدود جديدة لا غبار عليها! أي شيطان يدل هؤلاء على التفكير فعلاً خارج الصندوق، لكنه صندوق الأمانة والنزاهة والصدق! نعم بات الغش جزءًا من حياتنا من كثرة الحالات التي تُعلن، ومن كثرة المظاهر التي تُلمس، ومن كثرة التنوع الذي نشهد. إنها باختصار حياة رديئة يعيشها الفرد لأن نوعية العناصر التي تتشكل منها هذه الحياة رديئة حتى تصبح الرداءة جزءًا لا يستنكره أحد، والغش أسلوبًا لا يعجب منه أحد. الحياة ليست مجرد مظاهر فارغة تحيط بها مادية صماء، بل هي مشاعر جميلة رائعة تنبع من إحساس صادق بأن المجتمع أنظف من صنوف الغش في التجارة، وأكبر من ممارسات الكبر والغطرسة، وأنقى من محاولات التشويه والتصنيف. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :