من المهم الإشارة إلى قرار مجلس الوزراء رقم (565)، وتاريخ 10/5/1395هـ بأن تلتزم الوزارات والهيئات المستقلة في وضع ميزانيتها السنوية بما يرد في خطة التنمية، وما يحقق الأهداف المقررة فيها، فهل التزمنا؟! لقد انتقد مجلس الشورى في جلسته الأخيرة، خطة التنمية العاشرة، التي من المقرر أن تبدأ العام المقبل، حيث تساءلوا عن منهجيّتها، والمفارقة بينها وبين الواقع، لعدم اشتمالها على تأثير بعض الظواهر الأمنية على الاقتصاد الوطني، ولأنها أغفلت قضية المخدرات بالرغم أن 40% من السجناء على خلفية قضايا متعلقة بالمخدرات، وطالبوا باستطلاع آراء المواطنين وطموحاتهم تجاه الخطة، وانتقدوا عدم اشتمالها على تأثير الحوادث المرورية، لأن أرقام ضحايا الحوادث المرورية مفزعة، وتتطلب معالجة إستراتيجية، ولم تنجح الخطة في تحقيق التنمية المتوازنة في مختلف المناطق وتوسيع صلاحيات مجالس المناطق والمجالس البلدية لتمارس أدوارها في تحقيق التنمية، وأهملت البحث العلمي بما يُواكب ما تعيشه المملكة من حراك في مختلف المجالات، وأهملت الخطة دور المرأة في المجال الاجتماعي الذي يسهم في مشاركتها في رعاية ومعالجة قضاياها الاجتماعية. مرت علينا تسع خطط تنموية، 45 عامًا من التخطيط، إلاّ أن واقع الحال لا يُطابق ما دُوِّن في تلك الخطط، حتى وإن كانت مثالية، وكثيرٌ منها غير موجود على أرض الواقع، وتحديدًا في القطاعات الحيوية التي تمس المواطن مثل: ضعف مخرّجات التعليم، وحاجة الناس التوجه للمستشفيات الخاصة، وبقاء 60% من السكان في بيوت إيجار، وضعف القوى العاملة، وسيطرة الأجانب على سوق العمل. لقد وضعنا سقفًا عاليًا لطموحاتنا، عشنا معه أحلامًا وأمنياتٍ، وبقي التنفيذ دون المستوى المأمول. عدم نجاح خطط التنمية الخمسية لا يلغي أهميتها، فالتخطيط يعني التنبؤ بما سيكون عليه المستقبل والاستعداد له، والتنمية لا يمكن أن تعطي ثمارها بدون تخطيط، فالتنمية مصطلح لأهداف شاملة يسعى الكل لتحقيقها، لكن من المهم الالتزام بما يرد في الخطط، ومحاسبة المُقصِّر. #للحوار_بقية يقول وارن بافيت، ثاني أغنياء العالم: (هناك شخص يستظل اليوم بظل شجرة، زرعها شخص ما، منذ زمن بعيد).. ونحن لنا 45 سنة نزرع، فأين الظل؟! للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (100) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain