مقال يعور، كما وصفه صديقنا الكاتب بسام فتيني، كتبه الفريق أسعد عبدالكريم الفريح، مدير الأمن العام السابق، عن الوفاء كعملة نادرة من واقع موقف حدث معه مع مسؤول استنكف أن يرد عليه لأنه في نظره «متقاعد فبالتالي لست ذا منصب ومنتوف الريش». **** وموقف أمثال هؤلاء المسؤولين يا أخي الفريق أسعد ليس مفاجئاً ولا مستغرب.. وهناك كثير منهم تجدهم فوق كل كرسي في كثير من المصالح والإدارات. وأنت من أنت أكبر من مثل هؤلاء وفوقهم .. فأمثالهم هم من قيل فيهم: «يابا شرّفنى.. قال: لما يموت اللى يعرفنى»، لذا فالعاقل من يرمي أمثالهم في المكان الذي يليق بهم. وأقول لأخي الفريق أسعد إن جزءاً من أسباب هجرتي الاختيارية هي تجنب رؤية أصحاب مثل تلك الوجوه العكرة.. حتى ولو بالصدفة المحضة. *** وفي كل الأحوال وفي مثل هذه المواقف أجدني أستذكر سيد الخلق محمد بن عبدالله يوم وجد نفسه وحيداً إلا من رحمة الله تعالى، فتوجَّه مناجيًا ربه، بدعاء صادق نبع من أعماق قلبه الحزين، قد امتزجت كلماته بحرقة وجدانه المكسور : «اللّهُمّ إلَيْك أَشْكُو ضَعْفَ قُوّتِي، وَقِلّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ! أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي، إلَى مَنْ تَكِلُنِي؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي؟ أَمْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي؟ إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي، وَلَكِنّ عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَك، أَوْ يَحِلّ عَلَيّ سُخْطُكَ، لَك الْعُتْبَى حَتّى تَرْضَى، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِك. » #نافذة: ﴿ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ﴾ [يوسف: 86] nafezah@yahoo.com
مشاركة :