الأزمة: الإنسان اجتماعي بطبعه، يحب التواصل وتبادل الأحاديث والمناقشات، سواء الرسمية أو الاجتماعية أو الأهلية، بهدف تبادل المعلومات وتعزيز التماسك الاجتماعي وتطوير النفس والذات. وهذا موجود بالفطرة منذ الصغر، كحنين الطفل لأمه لثقته بأنها وحدها تعطيه الحنان بحبها، وفي المدارس والجامعات والوظيفة، بكثرة الاصدقاء والزملاء، حتى تصل مكانة الصديق الى تطبيق المثل العربي القائل «رب أخ لم تلده أمك». ومن فطرة الإنسان، السعادة والحزن، يمر بكليهما، والسعادة ينشرها ويسعد غيره، ولكن ما يحزنه يكتمه من دون أن يشتكي تطبيقاً للمثل القائل «الشكوى لغير الله مذلة». فيكتم الحزن في نفسه، ولكن ان كثرت أحزانه فستسبب له أزمة نفسية. اذن هنا دور الصديق المخلص ليفضفض له ويدعوه للصبر حتى يجد الحل. وأكبر مثل على ذلك، سيدنا أيوب عليه السلام وزوجته الصابرة الصبورة حتى انفرج عنه. هكذا كانت حال بلادي، صداقة واخوة وشعب متحد بحكومته ونوابه... لكن حالياً ثمة أزمة، حيث نشاهد الكثير من الدموع تذرف كالأمطار، وأوجدت مستنقعات من التفكك الأخوي بين المواطن وبلده، واستنبتت أشواكاً من المشكلات. كل ذلك بسبب الثقة التي زرعت لبعض من يمثلون الشعب، وفي المقابل يريدون وضع لاصق بفم الشعب وقطن بالأذن، وإغلاق العين حتى لا يصرخ ويعبّر عن بلاده التي تناديه. الحل: حتى يمكن خياطة ثوب جديد لبلدي، لنضع الابرة بيد أهل التشريع والخيط بيد الشعب ولنشغل ماكينة الخياطة ونخيط الورد بكل ألوانه الزاهية بتشكيل جميل ولطيف ونرجع الابتسامة لشفاه بلادي. لا نتأثر بنقص أو زيادة الموارد. فأجدادنا مرت عليهم كل الأزمات الصحية والاقتصادية والحربية، وكل واحدة منها كانت تزيدهم قوة وتوحداً كزيادة شحن البطارية، لم يتأثروا وماكينة الخياطة تشتغل وابتسامة بلادي تتسع بزهوها بجمال ثوبها كابتسامة الطفل بثوب العيد. هذا هو الحل، جدار من طوب تماسكنا وتواصلنا وتعاوننا ووحدتنا... هو عز قوتنا، فهناك مطرقة وازميل بيد أعدائنا يريدان تحطيم هذا الجدار، فالشعب وحده إن كان يصد ذلك فلن يطول صموده. ألم تلاحظوا الزحف بالوظائف والزواج حتى يتمكنوا من تسلم الجنسية قانونياً ثم يتم الطلاق وأخذ الجنسية والاقامة الدائمة؟ هذا فقط تلميح لنقطة في بحر أو حجرة صغيرة في صحراء نوايا الاستعمار والاحتلال أمام هجرة مواطنين لبلاد أخرى بسبب عدم القدرة على الصمود وسط دموع المواطنين الذين انقطع الخيط من يدهم فكيف ستكمل الابرة تزيين بلادي وهي بيدكم؟ حفظ الله بلادي حكاماً ونواباً وشعباً من كل مكروه... salamah609@gmail.com
مشاركة :