تقنيات الحروب القادمة بالمنطقة العربية | أ.د. سامي سعيد حبيب

  • 7/22/2013
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

مع تسارع أحداث الصراعات الكبرى في العديد من دول المنطقة العربية منذ أن بدأت الثورات العربية فيما سمي لاحقاً بالربيع العربي واتساع دوائر الصراع إقليمياً وعالمياً وتعمق جذوره، فالحرب السورية مثلاً والتي يخوضها تحالف عالمي وإقليمي روسي إيراني طائفي عراقي لبناني من جهة في مقابل المقاومة السورية من جهة أخرى والتي يرى الجميع خذلان ما يسمى بالمجتمع الدولي لها بل وتلاعبه بها من أجل إهلاك أكبر عدد من المتمسكين بدينهم من أهل السنة بالشام بين مزاعم التسليح المتطور وشيكاً تارة وبين التراجع عن ذلك "مخافة" وقوع السلاح المتطور في الأيدي الإسلامية "المتشددة"، وتبع ذلك من فتور وتراجع دعم كثير من الدول العربية للمقاومة السورية في ظل ذلك الخذلان الدولي. أو كما هو الصراع الداخلي -الإقليمي- الدولي بمصر الذي تكشف عن حقيقة مذهلة كانت خافية على الكثيرين ألا وهي أن الصراع القائم بمصر وغيرها من البلاد العربية هو صراع توجهات عميق وضارب بأطنابه في نسيج المجتمعات العربية وليس فقط بين شعب مقهور على أمره من قبل نظام حاكم نشر في الأرض الاستبداد والفساد على مدى عقود طويلة بل بين توجهين أحدهما يرى مستقبل المنطقة في مشروع نهضة حضاري إسلامي، وآخر مستغرب يريد إعادة هندسة المجتمعات المسلمة بعيداً عن تراثها التاريخي، لكل من الطرفين خطابه الخاص الذي يغاير خطاب الآخر، وفي قلب هذا المشهد الاصطفافي المرعب تتربص دولة العدو الصهيوني وتعد العدة لصراعات مسلحة قادمة غير تقليدية تخوضها ضد شعوب المنطقة وليس جيوشها الرسمية. من الدروس التي استفادتها إسرائيل من حربيها الإجراميتين الأخيرتين على غزة في 2008- 2009م وفي 2012م وأسمت الأولى بالرصاص المصبوب وأطلقت على الثانية أعمدة السماء وهو اسم ديني عندهم، أن حروبها القادمة ستحتاج إلى تقنيات جديدة مناسبة للاشتباك بالشعوب العربية وليس بالجيوش الرسمية والفتك بالشعوب من خلال تقنيات مطورة خصيصاً لهذا النوع من الحروب القادمة، وهي تركز حالياً على تطوير تلك التقنيات كمثل أنظمة الطائرات الموجهة (بدون طيار) التي كانت تحوم في سماء غزة في حرب أعمدة السماء والتي تعتمد على مثلها القوات الأمريكية في تصفية خصومها في باكستان وأفغانستان واليمن والصومال من على بعد مسافات شاسعة، وكنظام (القبة الحديدية) الصاروخي لصد الصواريخ للمسافات القريبة التي يطلقها الفلسطينيون رداً على العدوان الإسرائيلي على بدائيتها مقارنة بالصواريخ العالمية، وقد جربت إسرائيل القبة الحديدة في حرب أعمدة السماء، ولم تزد فعاليتها عن 40 -50%. ومن الجلي أن إسرائيل ماضية في إستراتيجية روبطة الحروب أي تنفيذ المهام القتالية من خلال الروبطات أو الرجال الآليين المقاتلين، تماماً كما في أفلام الحركة "الأكشن" الأمريكية، فحربها على غزة المسماة بالرصاص المذاب تختلف عن التي تلتها في أن الأخيرة لم يشارك فيها الجنود الإسرائيليون في قتال مباشر على أرض غزة مما حرم المقاومين الفلسطينيين من الاستبسال في قتال العدو، كما كان الأمر في أولهما، ومقارنة سريعة بين عمليتي اغتيال الشيخ أحمد يسن رحمه الله في 2004م والقائد الميداني أحمد الجعبري رحمه الله في 2012م هي أن الاغتيال تم في كلا الحالتين بصواريخ أطلقت من طائرات إسرائيلية مأهولة (بطيار) في حالة الشيخ وموجهة (بدون طيار) في حالة الجعبري. ويتوقع أن تتدخل إسرائيل في مجريات الحرب السورية من خلال طائراتها غير المأهولة بدعوى محاربة الإرهاب والقاعدة. كما تعمل مؤسسة الصناعات الحربية الإسرائيلية على تطوير وتصنيع العديد من الأنظمة القتالية البرية والبحرية لحروبها ولتنافس في ما يمكن أن يطلق عليه سوق الروبطات المقاتلة البالغ 40 مليار دولار سنوياً. قد يشهد العالم تحويل الحروب الحديثة إلى ما يعرف بحروب الجيل الرابع يكون فيها للمقاتل الآلي في البر والبحر والجو أدواراً هامة وعلى رأس المطورين لهذه التقنيات الكيان الصهيوني.. والسؤال الأهم إلى متى سيبقى العرب حقل التجارب وعلى الجانب المستقبل للضربات من المنصات الحربية المأهولة والموجهة..؟! للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (42) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :