اجتماع العشرين ومتغيرات المنطقة | أ.د. سامي سعيد حبيب

  • 11/15/2014
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

ينعقد اليوم السبت وغدا الأحد 22-23 محرم 1436هـ/ 15-16 نوفمبر 2014م اجتماع العشرين (أكبر عشرين قوة اقتصادية في العالم) منها عدد من الدول المسلمة؛ على رأسها المملكة العربية السعودية التي يرأس وفدها سمو ولي العهد وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ومنها تركيا التي يرأس وفدها رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو، وكذلك إندونيسيا ويرأس وفدها الرئيس الإندونيسي جوكو ودودو، وسيعقد الاجتماع بمدينة برزبن الأسترالية بهدف إيجاد حلول عملية لأهم المعضلات والتحديات الاقتصادية التي تواجه العالم المائج بالتحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، بل وحتى التطرف المناخي. من بين تلك التحديات تذبذب سعر البترول على مستوى العالم بعد أن أظهرت الولايات المتحدة الأمريكية مقدرتها على استخراج البترول الطيني أو الصخري Shale Oil بعد أن تمكنت تقنياً من رفع إنتاجها منه من 5 إلى قرابة 9 ملايين برميل يومياً، بعد أن ظلت مستوردة للبترول من عدد من دول الأوبك على مدى عقود طويلة. ذلك وغيره من الأسباب الإستراتيجية يدفع السوق العالمية إلى هبوط في أسعار البترول، لكن هذا الواقع الاقتصادي العالمي الجديد لم يدفع دول منظمة أوبك إلى التخفيض من إنتاجيتها للحفاظ على سعر برميل البترول الذي لم يزل في انخفاض منذ أشهر. ذلك الانخفاض في سعر البترول لا يتناسب مع الأدوار الإستراتيجية والإقليمية التي تصبو إليها إيران بالتحالف مع سوريا ومن ورائهما الصين وروسيا، والتي يتطلب تحقيقها إلى تخصيص مليارات من الدولارات. فمثلاً قامت كل من إيران وروسيا من سنتين بإمداد سوريا بشكل عاجل بالأسلحة والمعدات المتطورة والأموال الطائلة، كما قامت إيران بالإيعاز لحزب الله بالقتال إلى صف النظام، بينما قامت إيران ذاتها بإمداد سوريا بالمستشارين العسكريين، مما أنقذ النظام السوري من قبضة المقاومين ومن نصر كان يومئذٍ وشيكًا، لاسيما وأن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين أحجموا عن تزويد المقاتلين السوريين بالأسلحة الثقيلة والمتطورة. ما يريد أن يؤكده هذا المقال هو أن السياسة تفرض ذاتها على قمة العشرين، والسياسة متقلبة تقلب المتمرسين على أشدّ المكر من الخلق، فبالأمس مثلاً كانت الولايات المتحدة الأمريكية تقول: إن بشار الأسد يمكن التعايش معه، و ها هو الرئيس الأمريكي باراك أوباما ينقلب على عقبيه منذ يومين اثنين ليقول: لا بد لبشار الأسد أن يرحل، ونحن نؤكد على صحة المقولة دون الثقة في قائلها. هذه المواقف المتقلبة إضافة إلى المواقف الانتقائية لكبريات المنظمات الدولية كهيئة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، وصندوق النقد الدولي، واتفاقيات جنيف... الخ تمثل آليات تستخدم في القهر المستمر لكل ما هو مسلم، و الانقلاب على خيارات شعوب المنطقة والتغاضي عن العربدة الإسرائيلية لتقتل من تشاء وقت ما تشاء، فوصلت بالشعوب العربية والإسلامية إلى الكفر المطلق "بالمجتمع الدولي" كفرها بالطاغوت، ولعل أفضل السيناريوهات لنهاية حرب الإبادة على أهل السنة في سوريا هو أن تتمكن المقاومة السنية المعتدلة من التغلب على النظام النصيري بعد توفيق الله بجهودهم الذاتية، وأن يمكن الله لها حكومة مسلمة سنية قد تجد نفسها في حاجة من أجل البقاء إلى تكوين فدرالية مع أهل السنة بالعراق، وتتكاتف مع بقية دول المنطقة السنية. والله مظهر دينه ولو كره الكافرون. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (42) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :