التقدم التقني في الوقاية من التلوث الإشعاعي | أ.د. سامي سعيد حبيب

  • 2/1/2014
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

التلوث الإشعاعي إحدى كوارث العصر الحديث يؤثر على صحة الإنسان والبيئة ، ويكون أثره على الصحة متبايناً حسب نوعية الإشعاعات وحسب الجرعة الإشعاعية وحسب طول فترة التعرض للإشعاعات. وقد يكون مصدره من أسلحة الدمار الشامل وما شابهها كما حصل في مدينتي هيروشيما ونجازاكي باليابان واللتين تعرضتا في أغسطس 1945 م إلى إلقاء قنبلتين نوويتين عليهما من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في السادس والتاسع من الشهر المشار إليه آنفاً ، و قد يكون مصدرها أيضاً الأنواع الجديدة من الذخائر النووية المستنفدة كمثل اليورانيوم Depleted Uranium الذي أستخدم بكثافة كذخائر مضادة للمدرعات في الحروب الأمريكية ضد عدد من البلاد العربية والإسلامية في العقدين الأخيرين كالعراق وأفغانستان. وقد يكون مصدر التلوث الإشعاعي الحوادث التي تقع قضاءً وقدراً كما وقع لمحطة توليد الكهرباء في تشرنوبل في شهر أبريل 1986 م وما وقع مؤخراً في اليابان من تسرب كميات مهولة من الإشعاعات من محطة توليد الكهرباء في فوكوشيما بالقرب من طوكيو عقب التسونامي الذي ضرب اليابان في شهر مارس 2011 م ولا تزال تداعيات التسرب الإشعاعي من فوكوشيما تتسع دائرته حيث وصلت لشواطئ الغرب الأمريكي. و قد تكون بعض الممارسات الطبية السلمية مصدراً لتعرض الجسم إلى جرعات مؤذية للخلايا البشرية من الإشعاعات كما في بعض حالات علاج السرطان. العامل المشترك في تعرض جسم الإنسان ( وكذلك الحيوانات و البيئة ) لتلك المصادر المختلفة والجرعات المتفاوتة من أنواع الإشعاعات هو وقوع الضرر و ربما قتل الخلايا الإنسانية السليمة بسبب الطاقة التدميرية للإشعاعات ، و إحداث طفرات سيئة في المورثات البشرية مما يعني تشويه الأجنة في كثير من الحالات. و قد أوضحت التجارب البحثية وجود ما يشبه الترياق لتفادي أضرار الإشعاعات وقت التعرض لها بواسطة تثبيط أكسيد النتروجين في الجسم. و أكسيد النتروجين NO عبارة عن جزيء غازي نشط جداً كيميائياً موجود في الخليقة من حولنا ويتكون كذلك في جسم الإنسان حسب الحاجة لتوسيع مجاري الدم في الجسم و يقوم بدوره في فسيولوجية صحة الإنسان التي من أهمها منع تجلط الدم بسرعة خاطفة غير أن عمره في دم الإنسان قصير جداً ولا يتجاوز بضع ثوان معدودة ، وقد نال مكتشفو دوره في الجسم البشري جائزة نوبل في الكيمياء لعام 1998 م. و قد تم تطوير جيل كامل من الأدوية المنشطة جنسياً على هذا الجزيء ( الحبة الزرقاء وأخواتها ). وقد وجد عدد من الباحثين بالمعهد الوطني لأبحاث السرطان بجامعة بتسبرغ الطبية بأمريكا في 2009م من خلال التجارب أن تثبيط إنتاج الجسم لإنتاج أكسيد النتروجين عن طريق جرعات دوائية للجرذان أن ذلك يؤدي إلى حماية الخلايا السليمة من وقوع الأضرار الإشعاعية بشكل كامل تقريباً حتى في خلايا النخاع العظمي وهي من أشد أنواع الخلايا الحيوانية تأثراً بالإشعاعات. يشكل هذا الاكتشاف المنشور في عدد من المجلات العلمية العالمية الرصينة ضوءًا مشجعاً في نهاية النفق كما يقال بالنسبة لاتخاذ إستراتيجيات وقائية وحمائية للناس من الأضرار الإشعاعية المتزايدة سواءً أثناء تلقي العلاج أو من خلال الأعمال الحربية أو السلمية الإشعاعية و تلك التي تقع عن طريق الخطأ كما حصل في تشرنوبل و في فوكوشيما ، و أرجو أن تبادر عدد من الجهات المعنية لدينا بالمملكة العربية السعودية بالتعاون مع المراكز البحثية المتطورة بالمملكة بتبني توجهات بحثية مماثلة ودعمها مادياً و معنوياً. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (42) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :