أفق 10 وجسر الفجوة التقنية | أ.د. سامي سعيد حبيب

  • 4/12/2014
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

قامت دولة الكيان الصهيوني "إسرائيل" في ساعة متأخرة يوم الأربعاء الماضي 9 أبريل 2014م بإطلاق قمر صناعي تجسسي من تصميمها وإنتاجها، من خلال شركتها المملوكة للدولة؛ المعروفة باسم صناعات الطيران والفضاء الإسرائيلية IAI، أسمته أفق 10، إلى مدار منخفض نسبياً حول الأرض بقدرة وضوح (Resolution) عالية جداً، وهو قادر على تزويدها بالصور الواضحة والبيانات في جميع أحوال الطقس وعلى مدار الساعة، ويتوقع أن يدخل هذا القمر الصناعي الخدمة بشكل منتظم خلال شهر من إطلاقه، ويدور أفق 10 حول الأرض من الشرق إلى الغرب، على عكس الأقمار الصناعية لكثير من الدول التي تدور أقمارها من الغرب نحو الشرق، وقد علّق وزير الدفاع الإسرائيلي "موشي يعلون" على إطلاق القمر الصناعي التجسسي قائلاً: (إن أفق 10 سيؤدي حتماً إلى تحسين قدرة المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية على التعامل مع المخاطر البعيدة والقريبة بشكلٍ أفضل، ونحن ماضون قدماً في تقوية تقدّمنا التقني النوعي على جيراننا). فإسرائيل تعي تماماً أن بقاءها يعتمد على العديد من العوامل من أهمها التفوق التقني على جيرانها العرب. إسرائيل تزعم أن هذا القمر الصناعي معنيّ بالمقام الأول بالتجسس على البرنامج النووي الإيراني "ملّ الناس هذه الأكذوبة"، ومراقبة الجماعات المتطرفة.. ولعل من أهداف هذا القمر غير المعلنة هو مراقبة أية برامج عربية للطاقة النووية السلمية في المنطقة، منها على سبيل المثال، البرنامج النووي السعودي السلمي الذي يسعى لإنشاء قرابة 16 محطة نووية لتوليد الطاقة الكهربائية تأهباً للازدياد المطرد في استهلاك الكهرباء في المملكة مع النمو السكاني المتوقع، على أن يتم استخدام الطاقة النووية لتوليد الكهرباء بدلاً من النفط. عوداً على بدء، فالتفوق التقني يؤدي إلى جميع أنواع التفوق على الخصوم، وفي هذا الصدد فإن إسرائيل بالذات لديها برامج إستراتيجية لروبطة الحروب، أي تنفيذ المهام القتالية من خلال الروبطات، فعملية الرصاص المذاب مثلاً تختلف عن حرب أعمدة السحاب، في حين أن الأخيرة لم يشارك فيها الجنود الإسرائيليون في قتال مباشر على الأرض، وتعمل مؤسسة الصناعات الحربية الإسرائيلية على تطوير وتصنيع العديد من الأنظمة القتالية البرية والبحرية لحروبها القادمة، وللمنافسة في مبيعات ما يمكن أن يطلق عليه سوق الروبطات المقاتلة البالغ 40 مليار دولار سنوياً. وبالطبع، فإن التقدم التقني ليس حكرًا على التقنيات العسكرية، بل يشمل كل التقنيات، لاسيما ما يعرف بالتقنيات الصاعدة، وطبقاً للتقرير السنوي "مؤشر تصنيع التقنيات الصاعدة The Emerging Technology Index 2012 " الذي يصدر عن مؤسسة "سينتيفيكا" البريطانية ويهتم بتصنيف وترتيب دول العالم من حيث ملاءمتها لتصنيع التقنيات الصاعدة، فقد احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الثامنة عشرة بين أفضل 50 دولة في العالم للعام 2012م. وقد عرّف مجلس الأجندة العالمي GAC التابع للمنظمة العالمية للاقتصاد WEF التقنيات الصاعدة بأنها تلك التقنيات التي تنبثق عن علوم ومعارف جديدة وغير مسبوقة، وتلك التي تشكل تطبيقات إبداعية مبتكرة للتقنيات الحالية، والتي ستقود إلى إحداث قدرات جديدة بشكل سريع، وتلك التي من المتوقع أن يكون لها تأثير كبير ومنتظم طويل الأمد على الاقتصاد والسياسة والاجتماع، وتلك التي ستشكل فرصا لمواجهة التحديات الكبرى التي تواجه البشرية، وتلك التي لها قدرة كامنة على النهوض بصناعات جديدة. ويجمعها جميعاً تأثيرها طويل الأمد على ازدهار المجتمعات البشرية، وتتولد عنها حلول لمعضلات الحياة العصرية، كمثل تحقيق الأمن الغذائي والمائي والطاقة المتجددة والطب الشخصي... الخ. ويمكن للمملكة بفضل الله ثم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك العلم والتقنية ورائد تحويل المجتمع السعودي إلى مجتمع المعرفة أن تحوز السبق والريادة العالمية في تصنيع التقنيات الصاعدة من خلال تأسيس هيئة وطنية كبرى خصيصاً لذلك الهدف، وأن تستثمر نسبة من فائض الميزانية للمزيد من الإصلاح الاقتصادي لأنها ستشكل ربما أهم البدائل للاقتصاد السعودي بعد نضوب النفط، كما وتحقق توفير الوظائف النوعية لمئات الآلاف من المؤهلين للوظائف النوعية من جيل الشباب. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (42) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :