فشل الحرب الإسرائيلية ونقطة اللاعودة | أ.د. سامي سعيد حبيب

  • 8/9/2014
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

الحرب الصهيونية الإجرامية على أشقائنا أهل غزة الصمود توقفت ولله الحمد بعد أن استمرت شهراً كاملاً و خلفت وراءها جراحات عميقة وقضى فيها زهاء ألفي شهيد وخمسة أضعافهم من الجرحى الكثير منهم إصاباتهم مقعدة مدى الحياة ، و دماراً عمرانياً متعمداً أشبه ما يكون في حجمه بما يخلفه استخدام أسلحة الدمار الشامل النووية ، وأوجدت ظروفاً بيئية كارثية فلا مياه صالحة للشرب ولا للاستخدام البشري ، ولا أدوية كافية وعجز كبير في المستشفيات و سيارات الإسعاف وغيرهما من المرافق الصحية بعد أن تعمد المعتدون استهداف المنازل على سكانها والمساجد والمدارس ، و مع كل ذلك فقد فشلت حرب البغاة هذه في تحقيق أي من أهدافها المعلنة والتي ظلت تتغير بشكل يومي وظهرت إسرائيل بمظهر الضعيف عسكرياً وأخلاقياً ، وانتصرت مقاومة وصمود الفلسطينيين على الأقل في كسر حاجز الخوف من ما يسمى بالجيش الذي لا يقهر بعد أن خسر كل جولات القتال المباشر مع أبناء غزة ، و شاهد العالم كيف كان جيش العدوان الإسرائيلي كما ان القيادات الإسرائيلية في هذه الحرب أصبحت مهددة بالمحاكمات العالمية على جرائم الحرب التي اقترفتها أيديهم الآثمة وعلى أعمال الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية. لقد أوصلت هذه الحرب إسرائيل إلى نقطة اللا عودة بالنسبة لنهاية حصار غزة. وانكشفت الأكاذيب اليهودية فلا الحرب ( الجرف الصامد ) قامت "دفاعاً عن النفس" و القضاء على "الإرهاب" إثر مقتل ثلاثة من الشبان الصهاينة ولا رداً على إطلاق صواريخ غزة المطورة في اتجاه العمق الإسرائيلي ، بل كان الهدف من "الجرف الصامد" هو أن تخطو إسرائيل خطوة أخرى نحو تحقيق مخططها لإيجاد لما يسمى بإسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات و خلاصته تحويل المنطقة العربية إلى دويلات طائفية متناحرة تهيمن عليها إمبراطورية يهودية هي إسرائيل الكبرى ، ولو لم تلجأ حكومة نتن ياهو في التذرع بهذه المبررات المختلقة في تبرير هجوها العدواني لاختلقت ذرائع أخرى و تفصيلات نهجهم هذا موجود في كتاب ( عن طريق الخداع ) لرئيس الاستخبارات الإسرائيلية السابق. كما تبين للعالم أجمع رغم جعجعة إسرائيل الاعلامية عن تفوق جيشها المسمى بجيش الدفاع الإسرائيلي عسكرياً وأخلاقياً ، و حسب ما أعلنته منظمة حقوق الإنسان ، أن إسرائيل كانت تتعمد قتل الأطفال والمدنيين العزّل وتدمير البنية التحتية للقطاع للضغط على مقاومة الفلسطينيين بزعم أنها هي السبب في كل ذلك القتل الإجرامي والتدمير الحاقد ، وانفضح أمام العالم من هو النمر من ورق : صمود ومقاومة الفلسطينيين أم من تدججوا بكل أنواع الأسلحة و مع ذلك خسروا كل معركة مواجهة وجهاً لوجه رغم فوارق التسليح والدعم الجوي. وكما جاء في بداية المقال فهذه الحرب العدوانية القذرة أوصلت إسرائيل إلى نقطة اللاعودة أمام العالم أجمع بالنسبة لاستمرار حصار غزة الإجرامي المستمر منذ ثماني سنوات وإبقائها كأكبر سجن عالمي مفتوح تعيث فيه القوات الصهيونية قتلاً و تدميراً كلما بدا للحكومة الإسرائيلية أن تهاجم القطاع من أجل الاستهلاك السياسي الداخلي و كسب المزيد من الأصوات الانتخابية ، بما في ذلك الحليفة الكبرى الولايات المتحدة الأمريكية وهاهو ذا الرئيس الأمريكي أوباما يتحدث عن فك الحصار عن غزة وعن عدم إمكانية بقاء غزة محاصرة للأبد. لقد "تحصنت" إسرائيل للتهرب من تطبيق القانون الدولي باللجوء إلى لعب دور المستضعف وابتزاز العالم بعقدة المحرقة النازية لليهود في الحرب العالمية الثانية ، فإذا بإسرائيل بعد أن تمكنت في الأرض وتحت ذريعة منع تكرار المحرقة اليهودية تحول غزة إلى محرقة أعظم من تلك النازية ، لدرجة أن البعض من الأصوات المحلية الإسرائيلية قد انضمت إلى الأصوات العالمية في استنكار أعمال الإرهاب الإسرائيلي على أهل غزة والذي سماه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في بيانه المشهور إلى العالمين العربي والإسلامي والعالم عن أحداث غزة بإرهاب الدولة. إن إسرائيل هي أكبر كيان إرهابي في العالم ، ولن تنفعها الذرائع الكاذبة في قتلها للأبرياء من غير المقاتلين من الرجال والنساء و الأطفال ، وإن زعمت تذرع المقاتلين بالمدنيين. لقد سقطت ورقة التوت وتعرت عقيدة الفوقية للكيان الصهيوني أمام العالم ، وشكلت هذه الحرب مفصلاً تاريخياً في بداية الإنفضاض العالمي حول الترهات الصهيونية. وستشهد الأيام القادمة المزيد من النصر السياسي للفلسطينيين والاندحار لإسرائيل والعد التنازلي لزوالها. والله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (42) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :