تحدي القراءة.. تحدي المستقبل

  • 10/25/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يتبادر إلى خاطر المتابع لمجريات تحدي القراءة العربي الذي توج أمس بحفل مبهر ومؤثر برعاية وحضور مبتكِر المبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن دولة الإمارات، بهذا الفعل الإيجابي غير المسبوق، ترسم أو تسهم في إعادة رسم المستقبل العربي. تحدي المستقبل في هذا السياق عبارة مرادفة لتحدي القراءة، والأجمل أن الفكرة نفذت بعناية وإتقان نتيجة إشراف محمد بن راشد ومتابعته المستمرة، شأنه في كل خطواته ومبادراته التي أثبتت، عملياً، جدارتها وأحقيتها، كونها ممكنة للتحقق إمكاناً هو أحد عناصرها أو شروطها، فكل برنامج له أسبابه ودلالته وغاياته الكبرى، وله محطات بداياته وأسقفه الزمنية المحددة، ما يجعل احتمالات حصاده أوفر، وآفاقه أوسع وأبعد. كل هذه السمات اجتمعت في مبادرة تحدي القراءة العربي، فنجح محمد بن راشد في إيصال رسائل عديدة إلى العرب والعالم مؤدى أولاها أن الاشتغال الجاد، عربياً، على الثقافة والتعليم ممكن، فلا انتظار لإذن من أمم متحدة أو قرار من جامعة دول عربية. الفكر الذي يتبناه محمد بن راشد يحترم المؤسسات قطعاً، ويسعى إلى دعمها، لكنه، وهو القائد الاستثنائي المستقبلي، يجد، عبر رؤيته الخاصة، ودائماً، مسافة للحركة نحو النهوض بالإنسان والأوطان. وأمس كان الوطن العربي كله في دبي والإمارات، تحت سقف أحدث دار أوبرا في العالم، وكان المشهد بهيجاً ومبشراً: الإمارات تكرم طفلاً جزائرياً فاز بالمركز الأول بين ملايين، والقراءة هي العنوان والدليل، والتحريض إنما على المعرفة والعلم والوعي في أنموذج أسس له زايد الخير، طيب الله ثراه، واتخذه القائد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، نهجاً وقائداً، منذ التركيز على التنمية الثقافية في خطاب اليوم الوطني (2005)، ثم جذّره وعمّق أشكاله ومضامينه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. إن الأنموذج الذي يكرسه، اليوم، محمد بن راشد، واقعاً حيّاً شاهقاً في الواقع، هو البديل للحالة العربية الراهنة التي لا تسر، وهو يدعو مواطن الإمارات، مجدداً، إلى الفخر والاعتزاز بوطنه وقيادته، ولمن أراد المقارنة فليستحضر وجه إنفاق المال على القراءة ووجوه إنفاق المال العبثية التي أهدرت الثروات الطائلة لغير بلد عربي منذ ستينات القرن المنصرم. ليست الميزانيات المجزية وحدها، وإنما هي الأرواح المخلصة، والهمم العالية التي تطاول القمم.

مشاركة :