بيان وزارة الداخلية والتنظيمات الإرهابية | نبيلة حسني محجوب

  • 3/12/2014
  • 00:00
  • 29
  • 0
  • 0
news-picture

بعد أن أصبح الأمن هو الكنز المدفون في مغارة الإرهاب، وهي لا تشبه مغارة علاء الدين، ولا يمكن الوصول إليه بكلمة تشبه " افتح يا سمسم " كما تقول الحكايات، بل لا بد من مواجهته ومحاصرته، وتجفيف منابعه، كي لا يأتي يوم نبحث عنه وسط ركام التنظيمات والجماعات الجهادية، كما هو حال بعض الدول العربية التي تاقت الى الحرية فوقعت فريسة سهلة في قبضة الجماعات الإرهابية والجهادية، وتحول الربيع الى شتاء غائم بالحزن والألم. كان لا بد من الحسم في مواجهة تنظيمات تتكاثر كالفئران، وتنمو في الجحور مثلها، وتعيث فساداً في كل ما يقع تحت قوارضها، كان لزاماً أن تبحث الدول عن وسائل الأمن التي تحمي الوطن من هذه الفصائل وتسد الجحور التي يمكن أن تلجأ اليها وتنمو في جوفها. بيان وزارة الداخلية المستند على الأمر الملكي رقم أ/ 44 في 3-4-1435هـ حول تشكيل لجنة مشكلة من عدة جهات مهمتها إعداد قائمة - تحدث دورياً - بالتيارات المتطرفة، إحدى الوسائل الأمنية التي، تواجه تلك التنظيمات وتوقف نموها على أرض الوطن، حماية للشباب الذي يحرض ويهرب الى مناطق الصراع، وربما الأموال تجمع في الخفاء بكل وسيلة فلديهم من الأساليب الماكرة والمبتكرة ما يستطيعون به جمع الملايين وتهريبها أو تعبئة الأسلحة والمتفجرات كما حدث قبل ذلك، لكن بيان وزارة الداخلية ضربة استباقية،وغضبة حليم، وسكين في خاصرة تلك التنظيمات التي أعلنت " إرهابية ". ( الإخوان المتأسلمون ) على رأس القائمة، داعش "الدولة الإسلامية في العراق والشام" و"جماعة الحوثيين في اليمن" "جبهة النصرة" و"حزب الله في داخل المملكة " . كل يوم يدمي قلبنا مشهد القتلى من ضحايا التنظيمات الإرهابية في مصر باسم الدفاع عن الشرعية ،الوهم الذي يروج له الإخوان ومناصروهم من أصحاب الفكر التواطئي مع كل ما يحمل لافتة " اسلامي ". سوريا، التي نمت فيها الجماعات الإرهابية بعناوين براقة يقتل بعضها بعضاً والضحية القضية السورية والشعب السوري ضحية القتل والتهجير والتشرد في أرجاء الوطن العربي الذي تحول الى مفرخة للجماعات الجهادية، في حماية التعاطف الشعبي، المتعاطف فطرياً مع كل ما هو إسلامي. لا تزال المجازر التي ارتكبتها الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر، رداً على إبطال الانتخابات التشريعية في 1992م تلوح في الذاكرة، كلما شاهدنا ما يفعله أتباع الإخوان في مصر من أجل السلطة. كيف يمكن اعتبار القتل من أجل السلطة مشروعاً كما يبرره البعض بدعوى الدفاع عن الشرعية؟ لذلك لا بد من تحرير المسميات والعناوين التي أطلقوها على تنظيماتهم من مصطلح " اسلامي " أو " تنظيم ديني" لأن الدين الإسلامي وجميع الأديان تدعو الى نبذ العنف والى عمارة الأرض لا خرابها كما هو نهج التنظيمات الإرهابية. استدرار عاطفة المسلمين الذين يستجيبون فطرياً لكل ما يربطهم بهويتهم الدينية، ويهرعون لنصرة تلك الجماعات لأنها حملت لافتة مكتوباً عليها ( مسلمون ) ويميلون ميلاً طبيعياً بالاتجاه الذي يقربهم من دينهم لم يعد ممكناً بعد الإرهاب الذي تمارسه تلك التنظيمات، وتحويل كل بقعة تصل إليها إلى مقابر جماعية، واستدراج الشباب زهرات الوطن وفلذات الأكباد الى مناطق الصراع، وسرقة أعمارهم، وطموحاتهم ومستقبلهم، وحرق قلوب آبائهم وأمهاتهم حسرة وألماً، فلا يعرفون مصيرهم ولا ماذا يفعلون وهل سيشاهدون وجوههم مرة أخرى، وسيضمونهم الى أحضانهم، أم أنهم سيعيشون العمر ينتظرون خبراً عنهم؟! في سوريا يحتدم صراع التنظيمات الإرهابية،داعش ( الدولة الاسلامية في بلاد الشام والعراق ) ارتكبت مجازر تأنف منها الوحوش الكواسر، نشأ في العراق عقب الفوضى الأمنية، ونما واشتد عوده في ظل الغياب الإعلامي والصمت المتواطئ مع كل ما يحمل لافتة ( اسلامي ) ثم انتقل الى سوريا ليمارس جرائم القتل والاغتصاب والسلب في حق السوريين المساندين للثورة السورية. " النصرة " ذراع تنظيم القاعدة، بعد أن بايع الظواهري كما قالت الأخبار حول هذا التنظيم الذي اتخذ عنواناً جذاباً في ظل الظروف المأساوية التي يعيشها الشعب السورى. جماعة الحوثيين وماذا يفعلون في اليمن وعلى حدودنا الجنوبية، وحزب الله الذي يستهدف الجنود في العوامية ويثير الشغب ويريد أن يستدرج الوطن الى الخراب لا بارك الله فيه. كل تلك التنظيمات نمت في مناخات هيئت لها الإمكانيات والأسباب لتصبح بهذه القدرة على القتل والتدمير، لذلك لا بد لنا أن نحتفي بقرار وزارة الداخلية، حول المحظورات الأمنية والفكرية، التي تشوه العقول، فلا ترى الجمال، ولا نعم الله الكثيرة التي أنعم الله بها على الإنسان ليكون لبنة من لبنات الوطن لا معولاً لهدمه. لم تعد الأسماء تخدعنا، ولا الأقنعة على الوجوه تستقطبنا، لكن الخطر أنها تخدع وتستقطب الشباب الغر، قليل الخبرة، عديم التجربة، لأن الفكر المتطرف أخطر من السلاح، والكلمة عندما يساء استخدامها تصبح خطراً على أمن الأوطان، سلمت يا وطني آمنا مطمئنا محروساً بعين لا تنام. nabilamahjoob@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (27) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :