ألوان / النقد السينمائي - ثقافة

  • 10/27/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

تعاني الدول العربية والإسلامية من التراجع في الكثير من المجالات، والسبب يعود لغياب النقد البناء الحقيقي للواقع، ولعدم وجود خارطة طريق طموحة تقود نحو التقدم والارتقاء. ويمتلك الإنسان القدرة على النقد في كل صغيرة وكبيرة في حياته، ومنها قدرته على الفصل في تلك الأمور نظرا للعقل الذي يمتلكه والذي يميزه عن بقية المخلوقات، وقد تطور العقل البشري نظرا لان العلوم لديه تراكمية رغم الحضارات التي سادت ثم بادت. ولان البشر كثر ومختلفون فان عقولهم كذلك وهذا ما جعلنا نميز بين عقل وآخر حتى عندما يكون التنافس في مجال واحد، ولا يحدث ذلك الا بعد ممارسة طويلة من الاعمال النقدية من قبل الجمهور والمختصين. وكان النقد هو الخطوة الاولى للتطور في كل شيء في الحياة فعندما يتم اكتشاف آلة معينة فان المرحلة المقبلة تكون للعمل على تطويرها لتفادي عيوبها او للارتقاء بعملها، وكذلك الامر بالنسبة للعمل الابداعي من حيث الاجناس الادبية من شعر وقصة ورواية او فن تشكيلي كرسم او نحت او خزف وكذلك بالنسبة للعمل التلفزيوني او الاذاعي او التلفزيوني اضافة الى الغناء والموسيقى. وقد مر النقد بمراحل عدة وهو قديم قدم الانسان نفسه الا ان النقد وخاصة في الاعمال الابداعية مر بمراحل عدة اهمها بعض المحطات التي تنتمي الى بعض الحقب الزمنية حيث العالم القديم في اوروبا، وتعتبر نهاية القرون الوسطى هي اهم مرحلة اذ حققت معها قفزات فنية وابداعية في العمل الابداعي والنقدي بصورة لا مثيل لها الا ان ايقاع التطور كان سريعا خاصة في قارة اوروبا التي ورثت العلوم من الحضارة الاندلسية وعملت على تطويرها الى ان أنتجت لنا الكثير من الاختراعات مثل الهاتف والاذاعة والتلفزيون و السينما ثم جاء دور النقد ليواكب ابداعات الرواد، واكتسب النقد السينمائي مكانة مرموقة بشكل متواز مع القفزات التي حققتها السينما التي تطورت بشكل كبير ووصلت الى الدول النامية. ومن الامور المذهلة ان ثقافة الصوت والصورة باتت تنافس ثقافة الكتاب والان باتت الكفة تميل الى كفة ثقافة الانترنت. والنقد كمفهوم قد لا يكون بالاجماع الا ان هناك اتفاقا على الجزء الرئيس منه وهو اطلاق الحكم ثم تتفرع حول ابعاد النقد وردة الفعل للنقد والتقييم. ويواجه النقد بعض التحديات اهمها صعوبة تقديم الادلة وتقديم الرموز والمعاني والدلالات وعملية التحليل للعمل الابداعي. وظهرت حركة نقدية قوية ومعها اسماء لامعة في اوروبا في عالم الاداب والفنون وبقية الظواهر الاجتماعية بشكل مواز مع وضع الاساس لما شهدته اوروبا للتطور التقني والحضاري في العلوم والزراعة. وسنتناول الاعمال الفنية والادبية وابداعاتها وآلية تعامل النقد معها انطلاقا من فكرة العمل الابداعي وابعاده ومدى تأثيره لدى الاخرين. وكانت هناك صعوبة كبيرة في فهم وادراك واقع النقد الحقيقي لاي عمل فني كون المسألة تعتمد على مدى وضوح ما يحمله العمل الفني اضافة الى مدى استعداد وامكانات الناقد- المتلقي لاستقبال والتفاعل مع العمل الفني خاصة ان عملية الابداع نسبية كونها تخضع الى تفاعلات معقدة مرتبطة بصورة او بأخرى بدرجة وعي وثقافة مؤلف ومخرج العمل الفني. ولكل جنس ابداعي نقده الخاص به وتياراته وفرسانه فالشعر له عالمه وكذلك الرسم اضافة الى الدراما والمسرح والسينما، وكلما كانت هناك حركة نقدية تواكب اي حركة ابداعية فانها حتما ستصبح مع الوقت اكثر تطورا وتألقا شرط ان تكون الحركة النقدية جيدة. * كاتب وفنان تشكيلي كويتي

مشاركة :