ألوان / النقد السينمائي (2) - ثقافة

  • 10/31/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

... واذا تناولنا النقد السينمائي فانه عالم واسع له دلالات كبيرة، وفيها عناصر ابداعية في النقد لا تقل ابداعا عن من يقدم افلاماً سينمائية راقية ما يزيد الامر متعة لدى من يعيش عالم السينما بأي صورة من الصور، سواء كان كاتبا او ممثلا او مخرجا او تقنيا في الصوت او الاضاءة او الديكور، ويمتد الامر الى الانتاج والنقاد والجمهور. والناقد عملة نادرة،وظننت ان ذلك الامر متوقف على الكويت فقط، الا انني اكتشفت من خلال حضور مهرجانات سينمائية عدة، انها باتت وللاسف ظاهرة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية ومنها مصر وتونس والمغرب التي لها باع طويل في عالم السينما. ومستوى النقاد متفاوت وهو امر طبيعي بينما الناقد المتميز فعلا بات عملة نادرة بيد ان الساحة الاعلامية تغص بالنقاد المدعين وهم الأعلى صوتا فعلا للاسف. وفي الكويت نجد الصحافي لديه استعداد ان يكون ناقدا للشعر والقصة والرواية والرسم والنحت والخزف والتصوير والمسرح والدراما الاذاعية والتلفزيونية والسينمائية فهل يعقل هذا؟! وعندما تتناقش معهم فان معظمهم لا يفقه في ما يتحدث. ويتعرض النقد السينمائي الى ضغوط لا علاقة له فيها متعلقة ومرتبطة بالصحافي الذي يكتب في السينما فقد تكون لديه قناعات شخصية او عدم ميول الى اسلوب مخرج ما او ان تكون كتابته متأثرة بعلاقته بالممثل البطل في السلب او الايجاب، وبالتالي فان الموضوعية نادرا ما تكون حاضرة بنسبة مئة في المئة. وأرى من وجهة نظري اننا في مأزق حقيقي فليس كل صحافي قادر على الكتابة النقدية الحقيقية، وليس كل من درس النقد يستطيع أن يمارس النقد، فليس كل من درس الفن التشكيلي يستطيع ان يرسم او ان ينحت وليس كل من تخصص بالشعر العربي وبحوره يستطيع ان يكتب شعرا، فلا بد من الموهبة المصقولة بالدراسة وتلك النقطة تزيدنا تأزما وحيرة في عالم يتسارع وينتشر عبر وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي. والطامة الكبرى هي الجمهور فهو الناقد المحبوب لدى صناع السينما، فهم يقدمون السينما اليه مدعين انهم يعبرون عن آماله وآلامه، بينما نجد ان الشريحة الكبرى من الجمهور ليس لديها وعي او ثقافة بتفاصيل صناعة السينما،وقد يعلق الجمهور بالايجاب عن فيلم تافه ويعلق بالسلب عن فيلم رائع فنزداد حيرة. لذا نسمع كثيراً ان مخرجاً هاجم صحافياً او الجمهور نفسه لأنه يعيش في رف عال عنهم، فهو لا يريد ان ينزل اليهم وبنفس الوقت فانه يطالب الجمهور بالصعود اليه فتزداد الفجوة بين ما يقدم من افلام وبين المتلقي خاصة الافلام الرمزية او الافلام الجادة التي تحمل فكرا عميقا لا يصل الى الكثير من الناس بسهولة. وقد يكون الناقد الفني مؤمن بضرورة ان يكون الفيلم واضحا ويناقش القضايا بشكل مباشر، كي يصل الى اكبر عدد من الجماهير مهما تعددت المستويات العلمية والإيديولوجية. وتختلف الاراء في نوعية الافلام السينمائية التي تقدم من قبل عشاق السينما، فهناك من يريد ان يقدم فيلما نخبويا حتى عندما يحاكي النخبة، بل انه يريد ان يقدم فنا راقيا ويطالب الجمهور بالارتقاء بثقافته ووعيه، كي يتفاعل مع تفاصيل الفيلم،ومثل تلك الافلام فان النص يكون مكتوبا بطريقة دقيقة يراعي فيها الكاميرا وابعادها والظل وحركة الممثلين مع بعض التفاصيل مثل تعابير الوجه واليدين بل وتصل احيانا الى دقة رمشة العينين. * كاتب وفنان تشكيلي

مشاركة :