سياسة كاسية عارية | أ.د. سالم بن أحمد سحاب

  • 3/13/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

آهٍ من السياسة العالمية المعاصرة، لا مبادئ، ولا ثوابت. السياسة المعاصرة تمرق من الأخلاق والقيم كما يمرق السهم من الرمية، فتصيب هذا وتخطئ ذاك. ليست خبط عشواء، وإنما رماح مصالح لا غير. تنادي اليوم بما كانت تعترض عليه بالأمس. وتعترض غدًا على ما تدعو إليه اليوم. قبل أيام استنكرت الولايات المتحدة الأمريكية على لسان رئيسها محاولات استقلال إقليم القرم عن أوكرانيا، واصفًا ذلك بأنه مخالف لدستور البلاد، وللعرف العالمي السائد. وقبل ثلاثة عشر عامًا دعمت الولايات المتحدة نفسها حملة دولية لمنح إقليم تيمور الشرقية استقلالاً كاملاً عن الدولة الأم إندونيسيا. وتم ذلك فعلاً في مايو 2002 م. فهل يا ترى تتغيّر دساتير الدول طبقًا لأهواء دول أخرى؟ وهل ما يحل لتيمور الشرقية المسيحية لا يحل لشبه جزيرة القرم الأوكرانية؟ صحيح، إنها سياسة كاسية عارية، لا أخلاق لها، ولا أدب. وبوتين الروسي القيصري الطموح إلى استعادة أمجاد الاتحاد السوفيتي البائد يبرر فعلته العسكرية بالمنحى الإنساني الراغب في تأمين حياة أناس أبرياء قد يتعرّضون لعنف غير مبرر؛ كونهم من أصول روسية يعيشون بين قوميات أخرى لا تميل كثيرًا إلى روسيا التي طالما كتمت الأنفاس، وألجمت الأفواه، وعاثت في الأرض الفساد. وواضح أن تبرير بوتين لم يخطر على باله عندما أمدّ بشار الأسد وزمرته الظالمة الفاجرة بكل أنواع الأسلحة الفتاكة التي تبيد البشر، وتدمر الأرض، وتدك العمران. صحيح هي سياسة كاسية عارية لا أخلاق لها، ولا أدب. كاسية بحلو الكلام وجميل العبارة، لكنها عارية في الميدان تعاقر الكذب، وتمارس الفجور، وترقص على جثث الضحايا الأبرياء، وجلّهم من المسلمين للأسف الشديد. ما أكثر العبر، وما أقل المعتبرين! وما أكثر المواقف الفاضحة لكثير من السياسيين، وما أقل المعترضين من أصحاب المبادئ والفضائل والأخلاق والقيم! في عالمنا العربي اليوم من يبرر لهؤلاء الساسة كل أفعالهم، ويدعم جميع مواقفهم! هكذا بلا خجل ولا ندم، بل بعين قوية وجرأة عجيبة. ومن قهر ونكد زعم هؤلاء أنهم مصلحون يفقهون الواقع، ويقرأون ما وراء الأحداث. هؤلاء جزء من عري السياسة وابتذالها وانحطاطها. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :