الوحدة من أخطر الأعراض التي تصيب كبار السن والمتقاعدين بصورة خاصة. وتؤكد دراسة أمريكية تناولت 2100 شخص فوق سن 55 أن الذين يعيشون في وحدة مُعرَّضين لخطر الموت أكثر من غيرهم بنسبة 14%. ومعروف أن الوحدة هي غياب معارف أو أصدقاء يسر إليهم المسن بما يحسبه سراً، ويتحاور معهم فيما يظنه مهماً، يبثهم الشكوى ويشاركهم النجوى. من المهم أن تكون هناك علاقة تواصل مع الآخرين قلّوا أو كثروا، إذ ربما يعيش المرء في وحدة وسط (زحمة) إذا انشغل عنه الآخرون. أحياناً يعيش المرء في وحدة وهو متزوج. وأحياناً ينعزل أو يُعزل وهو في وسط داره التي تضم أبناءه. ولأن الحياة صعبة ومعقدة، واللهث وراءها لا يكاد يتوقف، فإن ضحايا الوحدة يزدادون يوماً بعد يوم من حيث ندري ولا ندري. صحيح أن كبار السن في بلادنا وبلاد المسلمين عامة أحسن حالاً وأقل تعرضاً لهذه الظاهرة، لكن الإحصائيات محدودة والدراسات قليلة ولا تعرف آثار الوحدة بوضوح على المسنين في بلادنا. ولكن كيف يتغلب بعض المحظوظين من المسنين على هذه المعضلة في الغرب؟ أولاً يدرك معظمنا أن دور رعاية المسنين منتشرة في الغرب، وهي تشكل بالنسبة لهم منتديات يومية يلتقون فيها ويتحدثون خاصة وقد نسيهم الأبناء والبنات. لكن ثمة آليات أخرى تساعد على مواجهة الوحدة، منها مؤسسات المجتمع المدني المبنية على العمل التطوعي الخيري، التي من حسناته إضافة إلى مواجهة الوحدة تنمية الإحساس بالقيمة المعنوية للمتطوع، فالمتطوع لأداء عمل ما في وقت ما شخص يُعتمد عليه، والمحتاجون إليه ينتظرونه في اليوم الموعود والوقت المضروب. وهم لذلك يقدرونه ويثمنون خدماته. وتحقيقاً لهذا المبدأ ثمة إعلان في إحدى هذه المؤسسات التطوعية يقول: (أنت بعطائك) أي بقدر ما تعطي بقدر ما تكون. وفي بلادنا تغيب هذه المؤسسات مع أن نظامها قد عُرض على مجلس الشورى منذ أمد ليس بالقصير، فهل من سبيل إلى تعجيل صدوره وتحقيق شيء من أهدافه. الوحدة مرض معنوي نفسي له آثاره السلبية على حياة الذين يعيشونه في واقعهم المادي أو الحسي، وكلنا معرض له طال الزمن أو قصر! Salem_sahab@hotmail.com salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :