الوحدة الوطنية: مظاهر ومشاعر | أ.د. سالم بن أحمد سحاب

  • 11/14/2013
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

في يوم الخميس قبل الماضي قررت السلطات الكويتية ترحيل المدعو حسين الفهيد من أراضيها، بسبب تماديه في التطاول على صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم. وقالت وزارة الداخلية الكويتية إن المذكور مارس التطاول على الصحابة الكرام، أثناء إلقائه الخطب الدينية التي تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي، مما دفع بالوزارة إلى ترحيله من البلاد. وأضافت الوزارة بأن قرارها جاء من باب درء الفتن وحفاظاً على الوحدة الوطنية (الكويتية)، وما قد يترتب على بقائه في الكويت، من إخلال بالأمن العام. تجدر الإشارة إلى أن الفهيد، ينتمي إلى إحدى الأقليات المتمركزة في شرق المملكة، ويعمل خطيباً في إحدى التجمعات الدينية في الكويت. وقد أثار الجدل مؤخراً بسبب إساءاته المتكررة للصحابة، وآرائه المتطرفة، وهو ما دفع الكثير من الكويتيين للمطالبة برحيله من البلاد وعدم السماح له بدخولها مرة أخرى. هذه عينة من الفكر المتطرف الذي يحاول البعض التقليل من خطورته وآثاره المدمرة على نسيجنا الوطني الذي نزعم أنه متجانس متآلف لا يُعكِّر صفوه إلا المُحذِّرين أمثالي من خطورة المتطرفين (السفهاء المتطاولين على أفضل الخلق بعد الأنبياء والرسل) من أمثاله. تسمية الأشياء بغير مسمياتها ينطوي على كثير من التدليس والغرر، مما يعني استمرار الأزمة دون حلها، بل واستفحالها مع مرور الوقت، طالما اعتبرناها عابرة ومؤقتة ومحدودة وغير شائعة، وما إلى ذلك من مصطلحات الطمأنة والتهوين والتبسيط والتسطيح. الصحابة رضوان الله عليهم رموز عليا شامخة بالنسبة للغالبية العظمى من سكان هذا الكيان الكبير، لذا وجب على من أراد لهذا الوطن لحمة قوية وتماسكا صلبا احترام مشاعر الأغلبية وتقديرها وعدم جرحها وإيذائها. أما غير الآبهين بمشاعر الأغلبية، فهم حتما غير آبهين بوحدة النسيج الذي يضم هذه الأغلبية! كيف يتسنى لعنصر الشد من أزر بقية العناصر إذا كانت بينهما فجوة تتسع، وجرحا يكبر! وحدة الوطن ليست أماني وأحلامًا، وإنما مشاعر ومظاهر. ولئن صعب علينا ضبط المشاعر، فلا بد من ضبط المظاهر، وأولى المظاهر ضبطا الكلمة المسيئة للمشاعر. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :