الدراما السعودية بين العمق والسطحية!

  • 11/4/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الدراما لها قدرة على الإسهام في التغيير الاجتماعي والسلوكيات؛ وذلك من خلال طرح الكثير من الصور القضايا في العمل الفني.. فالدراما تعالج المشكلات بطريقة فنية توجد تواصل، وتفاعل لما يطرح من هموم تلامس مشاعر المتابع، والدراما السعودية جزء من تلك الدراما التي تتابع، ولكنها اتهمت مؤخراً بالسطحية وعدم القدرة على التجديد وأنها بحاجة إلى أعمال روائية لتغذيتها التغذية السليمة. فكيف يقرأ ذلك الاتهام من قبل من لهم صلة بالفن؟ وهل فعلاً أن الأعمال الدرامية بحاجة إلى الرواية لتحدث نقلة فنية ونوعية في جودة العمل؟ وما هي المقومات الإنتاجية التي تحتاج إليها؟ حول ذلك الموضوع تحدث لفن اليمامة عدد من ممثلي ومنتجي ومخرجي وكتاب الدراما السعودية فإلى التفاصيل. في تطور وصعود الممثل محمد الهاشم يقول: في الحقيقة ما أراهُ أن الدراما السعودية في تطور وسقف الحرية في صعود مستمر وهذا الشيء شاهدناه مؤخراً مضيفاً أما بالنسبة للروايات فهناك أعمال روائية قُدمت على الشاشة من قبل كاتبات سعوديات متميزات، وقد لاقت من وجهت نظري صدى جميلاً ومنها على سبيل المثال لا الحصر.. غلطة نوف، وطريق المعلمات، وأكد أثناء حديثه نحتاج إلى الجدية في تجسيد الشخصيات، وعدم الاهتمام بجمال المظهر فقط.. ليسهل على المخرج مهمة الوصول إلى واقعية الحدث.. إضافة إلى أنهُ علينا أن نصنع نصاً يحتوي على التنبؤ، والاستقراء بأحداث قادمة، وعدم تكرار القصص المعتادة بحيثُ أن يحتوي العمل على أحداث لا يتوقعها المشاهد، ولن يكون ذلك إلا بمهنية مثلث العمل «الكاتب المخرج الممثل». كانت هادفة بينما يقول الفنان والكاتب والمنتج سمير الناصر: بصيغة الماضي «كانت» الدراما السعودية في نضوج وازدهار قبل تعدد القنوات خاصة الفضائية.. فقد كانت تقدم الأعمال الهادفة، والممتعة ومن الملاحظ في تلك الفترة أنها كانت متابعة بكثرة من قبل الجمهور سواء كان داخل السعودية أو خارجها موضحاً أن الإنتاج الدرامي السعودي في بداية عرضه على القنوات الفضائية كان ممتازاً ومشرفاً، ولكن مع الأسف تغير مفهوم الإعلام من التنوير إلى التهميش، والاستثمار الرخيص وتلك هي المعضلة التي تسببت في انحدار الدراما السعودية، وأصبحت معظمها وليس كلها مسلسلات هابطة.. فنادراً ما يكون لها عمق فكري، وتوعوي ممتع، والسبب في ذلك أن معظم الأعمال الممثلة لم تقدم من خلال كتاب محترفين، وضعف الأفكار، وسطحيتها كذلك تسببت بهزالة المضامين في الدراما معتقداً في حال العودة إلى الركب ممكن الاستعانة بالروايات الرائعة.. التي أصبحت بارزة في عالم الروايات السعودية، والخليجية والعربية، مؤكداً على أنه لا بد أن يكون هناك إصرار من المسؤولين في القنوات التلفزيونية ألا تقبل أي عمل إذا لم يكون الكاتب له تاريخ في عالم الدراما.. أو أن يكون روائياً معروفاً بنوعية كتاباته وأن تكون الفكرة التي بني عليها العمل الدرامي صادرة عن أصحاب الفكر النير في عالم الصحافة.. وختم الناصر حديثهُ قائلاً: العمل الجيد لا يخرج عن المتسلقين في عالم الإعلام الحقيقي، وينتهي كفقاعات الصابون، وينسى ولا يبقى في ذاكرة المشاهد ولكن «حسافة» أنه من الناحية الاقتصادية يصرف على هذه الأعمال الهابطة مبالغ خيالية!! والأعمال التي تستحق أن تظهر للجمهور لا تقبل لأسباب واهية. «سلق بيض» بينما ذكر الممثل والمخرج عادل الزهراني أغلب أعمالنا الفنية سطحية ولكن في الآونة الأخيرة ظهر كذا عمل جيد بينما هناك أعمال تسمى سلق بيض! وأرى أن الاستعانة بالأعمال الروائية في الدرامي فكرة ليست بجديدة، وقد سبق ونفذ أعمالاً وأساطير شعبية لكل من الكاتب الجهيمان وغازي القصيبي.. الذي نفذ لهُ رواية «أبو شلاخ البرمائي»، ولقد كنت أحد المشاركين في العمل وكون الجميع لا يزالون هواة فإننا بحاجة إلى دعم من قبل هيئة الإذاعة والتلفزيون.. إضافة إلى فتح أكاديمية توازي الجامعة تخرج مختصين في المجلات الفنية، وتوفر دورات وورش عمل في شتى المجلات الفنية. الرواية هي الحل.. بينما قال الفنان والكاتب والمنتج خالد الحربي: لا نقول عن الأعمال الدرامية سطحية لأن التعميم من وجهة نظرهُ غير صحيح مبيناً أن أغلبها يتصف بالسطحية والمشكلة في ذلك هو كتابة السيناريو، وقلة الكُتاب المهمين الذين يثرون الأعمال التلفزيونية بالأفكار الجديدة، والمختلفة، ومناقشة القضايا بشكل عميق، وعن الرواية السعودية قال: قد تعتبر هي الحل، ولكن ذلك يحتاج إلى كُتاب سيناريو يمتلكون القدرة على استخلاص ما بين السطور، وما في داخل الرواية، وتوضيحها بحرفية، ودقة خلال العمل الدرامي.. لذلك أرى أن الرواية قد تكون هي الملاذ لكُتاب السيناريو من أجل تقديم أعمال محلية جيدة المستوى.. بشرط أن يكون كاتب السيناريو متمكناً من أدواتهُ. فالعمل يحتاج إلى أن تكون جميع عناصره مقدمة بحرفية عالية من الكاتب إلى التمثيل والإخراج، ومهندسي الديكور والإضاءة فالعناصر كل ما كانت محترفة، وتمتلك من الخبرة الشيء الكثير ساعد ذلك على أن يخرج العمل بشكل جيد، ونحن في السعودية ما زال ينقصنا الكثير فمثلاً لا توجد معاهد، والذين تمكنوا من الدراسة خارجياً، وذوو الخبرة محدودين جداً، وأكد الحربي في آخر كلامه على أهمية الحرفية في جميع عناصر العمل الدرامي.

مشاركة :