من كسر الإناء ؟! | أ.د. عاصم حمدان

  • 7/23/2013
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

* أجدني متفقًا إلى حد كبير فيما ذهب إليه الزميل الكريم الأستاذ أحمد العرفج في زاويته المقروءة "الحبر الأصفر" الجمعة، 10 رمضان 1434هـ، من ضرورة تحلي الأستاذ أو الواعظ بسمات "الوقار" وعدم الانجرار خلف السلوكيات التي تذهب بمهابته ومنزلته بين الآخرين طلابًا ومريدين كانوا أم مستمعين له في الصف المدرسي أو حلقة العلم التي يتصل من خلالها بأعداد كبيرة من الناس، وأزعم أنني درست في أشهر مدارس طيبة الطيبة أعني العلوم الشرعية، وكان أساتذة أجلاء من أمثال: عبدالرحمن عثمان، وعمران الحسيني، وبكر آدم، وسواهم، نتلقى منهم دروسًا في العلم ودروسًا أخرى في السلوك وفي مقدمتها احترام وإجلال من يكبروننا -سنًا- آباءً كانوا أم إخوة أم أساتذة، وكان جيلنا -أيضًا- يسعى فطرة وسجية لاحترام أصدقاء والده، ناهيك عن تلك الصفوة من العلماء الأجلاء الذين رزقهم الله علمًا واسعًا، ووهبهم من سمات التودد والعطف على الآخرين الشيء الكثير، ولم يكن ذلك التودد الذي يقابلون به مريديهم داعيًا لكسر ذلك الحاجز الضروري في العلاقة بين الأستاذ وتلميذه أو بين الشيخ ومريديه وحتى بين الأب وابنه. * وأتذكر أنني قبل سنوات قليلة وفي إحدى المناسبات الثقافية في البلد العربي -مصر- لمحت أستاذنا - عالم الأدب والتاريخ- مصطفى الشكعة -رحمه الله- فسعيت للسلام عليه، وانحنيت على يده لأقبلها، فلقد أفدت من علمه وفضله عندما كان أستاذًا زائرًا بجامعة أم القرى، فإذا بأحدهم يجلس بالقرب منه يتوجه بالحديث إليَّ -لقد افتقدنا هذا الاحترام منذ زمن بعيد، وكأنه يلمح إلى أن الجيل الجديد لم يعد يعبأ بتلك التقاليد بل يذهب إلى حد رفضها، ولقد صدمنا أخيرًا بأخبار طلاب يعتدون على أساتذتهم، وأبناء يرفعون أصواتهم على والديهم، ومن يذهب به الهوى إلى أبعد من ذلك، وربما كان لوسائل الاتصال الحديثة فوائد إيجابية كثيرة، وكان لها من السلبيات ما جعل التزاحم عليها والإفراط في استخدامها سببًا في ذهاب ذلك الألق الذي كان يطبع الحياة الاجتماعية بضروب شتى من التجلة والاحترام والتقدير. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (70) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :