الحلقة الأخيرة لـمسرح مصر قدمت العامل الذي يقدّم المشروبات بصحيفة على أنه من يكتب مقالات رئيس التحرير. العربأميرة فكري [نُشرفي2016/11/08، العدد: 10449، ص(18)] حلقة كوميدية تثير غضب الصحفيين القاهرة - سادت حالة من السخط بين الصحافيين المصريين بعد إساءة برنامج “مسرح مصر” لهم في حلقته التي عرضت الجمعة الماضي على قناة “أم بي سي مصر”، وتصويرهم بشكل يوحي بأنهم يتقاضون رشاوى ويفبركون الأخبار ويقيمون علاقات غير مشروعة في ما بينهم داخل مكاتب العمل. ومسرح مصر عبارة عن نوع جديد من المسرحيات على شكل حلقات تلفزيونية تعرض كل حلقة باسم ومضمون مختلفين في إطار كوميدي وترفيهي ساخر. ووجه العديد من الصحافيين انتقادات لنقابتهم، التي لم تحرك ساكنا أو حتى تستنكر أسلوب تناول المسرح لمهنة الصحافة وتطالب باعتذار لأعضاء المهنة، باعتبارها الكيان الرسمي المدافع عن حقوق الصحافيين. وقدمت الحلقة الأخيرة لـ”مسرح مصر”، العامل الذي يقدّم المشروبات بالصحيفة (الفنان علي ربيع) على أنه من يكتب مقالات رئيس التحرير الذي تقمص دوره الفنان أشرف عبدالباقي بطل “مسرح مصر”. كما تناولت المسرحية طريقة تحرير الصحافيين للأخبار، إما بنشر معلومات مغلوطة بهدف إثارة الرأي العام وتحقيق أعلى قدر من عدد الزيارات للموقع أو الصحيفة، وإما من خلال التركيز على نشر الفضائح فقط والاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي لبناء المعلومات. وكانت السخرية الأكبر من المستجدين على المهنة، حيث وصفهم أعضاء المسرحية بأنهم “أغبياء تحت التمرين”، أو أنهم من “المفبركين تحت التمرين”، وبعضهم يتقاضى الرشوة من رجال الأعمال لتحسين صورتهم أمام الرأي العام. مكرم محمد أحمد: البعض فهم من هذا الصمت المخزي، أن شوكة الصحافيين انكسرت وصور أحد المشاهد، الصحافيات على أنهن يتوددن لرئيس التحرير بطريقة مبتذلة تتضمن إيحاءات جنسية من أجل نشر موضوعاتهن، وأخريات منهن تعملن مع أجهزة الأمن للإبلاغ عن زملائها المعارضين لسياسة النظام. وقال صحافيون إنه بالرغم من أن المسرحية تناولت أجزاء من الواقع الفعلي في مهنة الصحافة، لا سيما في ما يتعلق بتناول البعض من المواقع والصحف لأخبار مغلوطة ومثيرة ودخول غير المهنيين إليها، لكنها تمثل إهانة بالغة لجموع الصحافيين. وقال أشرف منتصر، أستاذ الصحافة بالمعهد العالي للإعلام في القاهرة، إن مهنة الصحافة تدفع فاتورة سماح بعض المؤسسات لأي شخص بالعمل صحافيا، حتى الصحف الصغيرة تلجأ إلى أي صحافي مهما كانت سمعته للعمل كرئيس للتحرير براتب بسيط، حتى أصبح أعضاء المهنة في نظر المجتمع أصحاب مصالح خاصة وغير أمناء. وأضاف لـ“العرب”أن ضعف نقابة الصحافيين وغياب دورها وصمتها طوال الوقت على ما يتعرض له الأعضاء من سخرية ومضايقات، وغض الطرف عن سيء السمعة في المهنة دون حساب أو إقصاء، كلها عوامل أعطت الفرصة لكثيرين للتطاول وكيل الاتهامات لكل من يحمل لقب “صحافي”. ورأى مكرم محمد أحمد، نقيب الصحافيين سابقا، أن أخطاء المجلس الحالي للنقابة وغياب الحكمة في التعامل مع قضايا الصحافيين وكثرة الصدام مع أجهزة الدولة، كلها أسباب سمحت “للقاصي والداني” بأن يتطاول على رجال المهنة والإهانة الأخيرة لم تجد من يتصدى لها بصرامة. وأوضح لـ”العرب” أن البعض فهم من هذا الصمت المخزي أن “شوكة الصحافيين” انكسرت، وما كان ليحدث ذلك في “زمن الكبار”، لولا كثرة فوضى المواقع وغياب المهنية ودخول “العاطلين” على المهنة، واصفا ما قدمته المسرحية بأنه “ابتذال فني” في إطار حملة من البعض من الجهات لتشويه المهنة. :: اقرأ أيضاً وعود جديدة بالحريات الصحافية على وقع حملات القمع الإيرانية كلينتون رئيسة .. وادي السيليكون يحب الديمقراطيين انتحار جماعي يشغل فيسبوك المصري #هاشتاغ اليوم: مسؤول بريطاني يغرد من جامع الشيخ زايد
مشاركة :