تَحدَّثتُ في مَقاليٍ أمس عَن آدَاب التَّغريد، وأنَّني بصَدَد إعدَاد وَرقة خَاصَّة في فَنّ التَّغريد، مِن حَيثُ الصّياغَة والمَهَارَة، وفي أثنَاء البَحث عَثرتُ عَلى دِرَاسة سَابِقة للصَّديق الدّكتور «عبدالله الحيدري».. في هَذه الدِّراسة وَجدتُ اهتمَامًا لَافتًا بمَجَالات الاختصَار، يُركّز فِيهِ البَاحِث «الحيدري»؛ عَلَى الاستغلَال الأمثَل لمسَاحة «تويتر»، عَلى اعتبَار أنَّه مَحصور بـ140 حَرفًا..! يَقول «الحيدري»: (الاختصَار والتَّجديد في لُغَة التَّغريد مَهَارة وفَنّ، ويَجَب عَلى المُغرِّد أنْ يَتسَاءل: كَيف يُمكن ذَلك؟ مَاذا أَحذِف، ومَاذا أُبْقِي؟ والإجَابَة هُنَا لَيست سَهلة، ولَكن يُمكن الوصُول إلَى التَّعبير المُوجَز؛ غَير المُخلّ بالمَعْنَى، بالمُمَارسة، وممَّا يُمكن أنْ نَضع أيدينَا عَليه الآتي: 1- استخدَام الأرقَام بَدَلًا مِن الحرُوف. 2- الاستعَانَة بالمُختَصرَات الشَّائِعة، التي لَا تُوقِع المُتلقِّي في الحِيرَة، ومِنها: «ت/توفي»، «ص/صفحة»، «ط/طبعة»، «أ/أستاذ»، «د./دكتور»، «م/مهندس».. إلخ. 3- استخدَام الأسمَاء الثُّنَائيّة بَدَلًَا مِن الثُّلاثيّة، أو الاقتصَار عَلى الأُسْرَة عِند الضَّرورة، وتَجنُّب حَذف اسم العَائِلَة للأسمَاء؛ لأنَّها تَبدو -وخَاصَّة لَدينا في مُجتَمعنا- مُبْهَمَة وغَير مَعروفَة. 4- الاكتفَاء بصِفَة وَاحِدة للشَّخصيّة، واختيَار الأكثَر دَلَالَة، أو الأنسَب للسِّيَاق، مِثل «غازي القصيبي» -رَحمه الله- الذي يُمكن وَصفه بالشَّاعِر والرِّوَائِي والمَقَالي، إضَافةً إلَى الصّفتين الرَّسميّتين «سفير ووزير»، والانتقَاء مِن الأمثِلَة بِمَا يُمكن إيرَاده. 5- تَجنُّب المُترَادِفَات مِثل: كَان الجَو مُبهجًا وجَميلًا ورَائِعًا، واختيَار وَاحِدَة مِنها فَقط). حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنَّ الصَّديق الدّكتور «عبدالله الحيدري» -سَامحه الله- قَد صَعّب مُهمّتي، لأنَّه أَلَمّ بجَوانب حَيويّة، وبَات يَتعيّن عَليَّ أنْ أَبْحَث في زَوَايَا «تويترية» مُختَلِفَة، لَعلِّي آتِي بِمَا لَم تَستطعه الأوَائِل..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com