من هو القادر... من هو القوي... من هو الغني... من هو العزيز... من هو الرحمن الرحيم... من هو الجبار... من هو المتكبر...؟ بلا شك أو ريب، هو الله سبحانه وتعالى يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء... ملوك الأرض ورؤساؤها اعتقد البعض منهم زوراً وبهتاناً أنهم خالدون مخلدون في الدنيا، فعاثوا في الأرض فساداً وظلموا الناس وقتلوا الأبرياء... ينتظرهم عذاب الله في الدنيا والاخرة. أما سمعتم بدولة المماليك في مصر... بعد أن تعرضوا للتنكيل والقتل على أيدي المغول، فر من تبقى منهم إلى الشام ومصر وصاروا يباعون في الأسواق، وكانت الأسر الثرية في مصر تركز على العبيد من أصحاب الوسامة والجمال حتى دخلوا القصور وفتنوا نساءها، وبعد فترة من الزمن استولوا على الحكم، ففعلوا الأفاعيل بالمصريين وضربوا فيهم أشد أنواع الظلم والطغيان حتى وصف عهد حكم المماليك بالظلام، رغم كسرهم للمغول، الا أنهم أصبحوا فخاراً يكسر بعضه الآخر وكان من أبرزهم قطز وبيبرس. الحجاج ابن يوسف الثقفي، صارت في عهده فتوحات كثيرة وكانت غيرته على الإسلام كبيرة، الا أنه ظلم وقتل وتجبر فكانت نهايته مؤلمة. استعرضوا التاريخ ستجدون الظالمين دائماً نهايتهم تعيسة. أما من عدل في رعيته وحقن دماء الناس وحافظ على حرماتهم، فإنه والله في خير كثير... اضطهاد الشعوب وظلمهم عن طريق قرارات ارتجالية وغير مدروسة تصدرها بعض الحكومات من دون أن يقف الحاكم أو الرئيس لها بالمرصاد، من شأنه أن يهدد عرشه ولو بعد حين، لأنها تسببت في ظلم الناس فامتلأت قلوبهم حقداً وكرهاً، ولهذا يجب على كل راع أن يهتم لأمر رعيته وأن يتابع عمل الحكومة التي أعطاها الثقة أولا بأول، وهذا لا يكون الا من خلال بطانة صالحة تعينه على الحق وتدله على طريق الصواب، كل في مجاله. وهنا استذكر موقف صاحب السمو أمير البلاد - حفظه الله ورعاه - عندما أمر بإيقاف البصمة الوراثية لأن ضررها أكثر من منفعتها. والتدخل السامي هذا محمود لأن فيه حفظا لحقوق الناس وكراماتهم. وكم أتمنى أن يستمر هذا السلوك المحمود حتى تشعر تلك الحكومات بأنها مراقبة من ولي الأمر الذي أعطاها شرف الأمانة... اليوم تُمنع المعلمة البدون من أخذ إجازة الوضع وإجازة الأمومة، بينما المعلمة الوافدة تتمتع بكل تلك الإجازات. كما أن هؤلاء المعلمين يحرمون من رواتب الصيف، ولهذا أناشد سمو الشيخ جابر المبارك رئيس الوزراء، أن يفزع لهؤلاء المساكين الذين لم يجدوا من يطالب بحقوقهم، وكل ما في الأمر متاجرة فقط. قد ننظر لهذا الموضوع من زاوية بسيطة جداً، لكنه في غاية الأهمية لما فيه من نصرة هؤلاء المظلومين... اللهم إني بلغت اللهم فأشهد. إضاءة: الله عز وجل يقول في محكم كتابه «ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا». الأمور البسيطة وغير المهمة في نظركم قد تكون من أهم أسباب زوال النعم. meshal-alfraaj@hotmail.com
مشاركة :