لَو أَخَذَ القَلم يُعدِّد "مَزايَا وإيجَابيّات ومَحَاسِن التَّقاعُد المُبكِّر"؛ لاحتجتُ إلَى أَعمدةٍ كَثيرة، وصَفحاتٍ كَبيرة، لأنَّ المَزَايا والإيجَابيّات تَفوق الحَدّ، وتَستعصي عَلى العدّ..! ونَظرًا لأنَّني أَحَد الذين ارتَكبوا هَذه الجَريمة النَّاعِمة - وأعني بهَا التَّقاعُد المُبكِّر- فسأُطلعكم عَلى بَعض المَزَايَا: أوّلها أنَّ النَّاس كَانوا - أثنَاء عَملي- يُوجّهون لِي الدَّعوَات مِن أَجل وَظيفتي، أمَّا الآن فهُم "يَعزمونني" لأنَّني المُواطن "أحمد العرفج"؛ وَلد "لولوة العجلان"..! وثَاني هَذه المَزايَا مَسألة الرِّزق، وقَد كَتبتُ فِي هَذا تَغريدة مَشهورة، حَظيت بمِئَات "الرّيتويتات"، قُلتُ فِيها: "حِين كُنتُ مُوظَّفا كَان رِزقي مَحدودًا، لأنَّه يَأتي مِن جَرّاء وَظيفتي "قَليلة الدَّخل"، وحِين تَقاعدتُ فَوّضت أَمري إلَى الله، وهو - جَلَّ في عُلاه- يَرزق مَن يَشَاء بغَير حِسَاب"..! وهَذا كَلامٌ صَحيح، فقَد كُنتُ مُرتبطًا بنَظام التَّرقيّات والعلَاوَات والانتدَابَات، أمَّا الآن - بَعد التَّقاعُد- فصِرتُ "عَلى بَاب الله"، ومَن يَتوكّل عَلى الله فهو حَسبه.. أستيقظ صَباحًا كالعُصفور، و"أُلقّط رِزقي" مِن شَجرة الكِتَابَة، ومِن شَجرة التّجارة، وهذا نِعم العَمل، حَيثُ جَاء فِي الأثَر أنَّ "تِسْعَةَ أَعْشَار الرِّزْقِ فِي التِّجَارَة" - إنْ صَحّ الحَديث-..! وثَالث مَزايا هَذه الجَريمة - أعني جَريمة التَّقاعُد المُبكِّر- أنَّني صِرتُ أَملك وَقتي، والإنجليز يَقولون: "مَن يَملك وَقته يَملك كُلّ شَيء"..! ورَابع هَذه المَزايا، أنَّني أصبَحتُ حُرًّا، أقول مَا أشَاء، وأنَام كَمَا أَشَاء، وأُسافِر مَتَى أشَاء، ولَيس لَديَّ أي التزَام سوَى الاتّصال بأُمِّي كُلّ يَوم، وكِتَابة مَقَالَة لهَذه الجَريدة المُوقّرة، وحضُور تَصوير فَقرة "يا هلا بالعَرفج"، كُل يوم أربَعَاء؛ في الثَّامِنَة مَساءً عَلى رُوتَانَا خَليجيّة..! أمَّا في السَّابِق، فقَد كُنتُ مُقيَّدًا بالوَظيفَة، والعقّاد يَقول: "إنَّ الوَظيفة هي عبُوديّة القَرن العشرين"، وحِين قَدّمتُ خِطَاب التَّقاعُد قَال لي المَسؤولون عنِّي: "لقَد طَوينا قيدك"، أي أزلنَاه، وهُنَا تَأكَّدتُ أنَّ الوَظيفة هي قيدٌ مِن القيود..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: يَا قَوم، يَا مَن تَتردَّدون في الإقدَام عَلى جَريمة التَّقاعُد المُبكِّر، تَوكّلوا عَلى الله، وقَدّموا طَلَب التَّقاعُد المُبكِّر، لتَكتشفوا الحيَاة عَلى حَقيقتها، كَمَا أنَّكم ستعطُون فُرصة للأجيَال الشَّابة؛ التي قَد تَخدم الوَطن بطَريقة أفضَل مِنكم، وكَما تَعلمون جَميعًا؛ فإنَّ المواطِن "أحمد العرفج" تَرَك مَوقعه الوَظيفي لشَابٍ طَموح؛ يَنتظر سَنوَات في سلّم البَطَالة، فكُونوا مِثلي لتُبرئوا ذِمَّتكم مِن التَّسبُّب في دَاء البَطَالة المُزمن..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :