الحديث عن التقليعات الجديدة فيما يخص الطلاق وطرق إبلاغه التي تنوعت بتنوع أسباب وأساليب الزواج، ومحاولات طرفي القضية كسب أعلى قدر من السيطرة بعد أن وصلا إلى ما اعتقدا أنه باب مسدود، أصبح مدار الحوار في كل مكان سواء في منابر الإعلام أو المؤتمرات أو حتى الدردشات الاجتماعية. وبحكم السيطرة الطاغية لوسائل التواصل الاجتماعي، فقد وصلها كل ذلك سواء ما يتعلق بالتعارف قبل الزواج أو الزواج نفسه، وصولا إلى النهايات السعيدة أو المأساوية. كلنا يتذكر المقطع الذي يظهر المأذون يعقد لشاب في بريطانيا على فتاة في كندا والشاهدان أحدهما في مصر والآخر في دولة أخرى. هو مقطع كوميدي، لكنه ليس بعيد الحدوث، وقد شاهدنا الطلاق وطرقه التي وصلت إلى الطلاق عن طريق السناب الذي أقرته المحكمة الشرعية. إن الإسراف الملاحظ في حالات الطلاق التي يمكن أن نعزوها لأسباب غير قليلة تتعلق بالمجتمع والتربية والثقافة الدينية واحترام الحقوق والأسلوب الأساس الذي بني عليه الزواج، يقودني إلى الدعوة الخالصة لأن نتوقف وبهدوء لمناقشة هذه القضايا والبحث عن الحلول التي تحمي المجتمع من هذه الآفة التي خلفت الكثير من الضحايا خصوصا في المملكة. سهولة إصدار القرار من قبل الشباب وسرعة الاحتفال به من قبل الزوجات أمر مقلق للغاية ويدل على أن هناك مشاكل حقيقية يعانيها المجتمع وتحتاج إلى وقفات إيجابية من قبل كل الفئات المسؤولة عن تكوين المفاهيم والدفع بالقيم للأمام في مجتمع أصبح فيه من المؤثرات السلبية كميات لا يمكن السكوت عليها. إن المجتمع الذي تعتمد محاكمه الشرعية على نصوص الدين الحنيف، يحب أن يضع في اعتباره أن هذه النصوص مترابطة ولا يمكن فصلها بأي حال من الأحوال، ومن أكبر القضايا التي نواجهها اليوم قضية الربط بين المرأة والطلاق، وإهمال الدور الخطير الذي يؤثر به الرجل في هذه المعادلة. عندما نراقب أغلب حالات الطلاق التي نعرف عنها، ونحن في مجتمع متقارب، نجد أن هناك حالة من الفصام بين الأحكام التي نشاهدها والواقع الذي يعيشه المجتمع، وهذا سببه الأهم هو التفكير الأحادي الذي يعيشه مكونا المجتمع الأساس الرجال والنساء. فعلى الرغم من أننا نعيش في المجتمع نفسه، إلا أننا نجد أن هناك الكثير من الاختلافات في الرؤى والتفسيرات لكثير مما يحدث في المجتمع. هذا مبحث يمكن أن أتناوله غدا.
مشاركة :