المصالحة بين «حماس» و«فتح».. غَزل بلا نتائج

  • 12/3/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

مع حلول عام 2017، يكون قد مر نصف قرن على الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في حرب يونيو/ حزيران 1967، وفي الوقت ذاته يكون قد مر 10 سنوات على الانقسام الفلسطيني، الذي على ما يبدو أنه يتكرس مع الوقت، بالرغم من الغزل الموسمي بين حركتي «فتح» و«حماس»، والذي كان آخره دعوة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، حركة «حماس»، لحضور فعاليات المؤتمر السابع لحركة «فتح». وخلال المؤتمر انقلبت الصورة عما كانت عليه بالأمس، فقد شكلت حركة «حماس»، حضوراً لافتاً في المؤتمر الذي انطلق يوم الثلاثاء الماضي 20 نوفمبر/ تشرين الثاني، وهي التي كانت تصفها السلطة الفلسطينية بـ«الحركة الانقلابية». بعد سيطرتها على قطاع غزة بالقوة العسكرية في يونيو/ حزيران 2007، إثر انقلابها على مؤسسات السلطة الفلسطينية. أما حركة «حماس»، فقد رهنت التقدم في ملف المصالحة الفلسطينية، بنتائج المؤتمر السابع لحركة «فتح». وقال عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق، إن التقدم بملف المصالحة الفلسطينية ينتظر نتائج المؤتمر السابع لحركة «فتح»، وإن حركة «حماس» تأمل أن يؤدي ذلك بحركة «فتح» إلى الذهاب باتجاه تنفيذ المصالحة التي تم الاتفاق عليها سابقا. وأضاف حمدان في حديث لـ«الخليج أونلاين»، «نحن بحاجة لدعم كل الأطراف العربية التي ساهمت في دفع المصالحة قدماً إلى الأمام. هناك دعوة مصرية، ونأمل أن يكون بجانبها إسناد عربي كامل، لاسيما من الدول التي رعت المصالحة في محطات وفترات مختلفة مثل السعودية وقطر». وللمرة الأولى، شارك ممثلون عن حركة «حماس»، في مؤتمر حركة «فتح» الذي بدأت أعماله يوم أمس الثلاثاء، وألقى خلاله رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، كلمة قرأها نيابة عنه أحد نواب الحركة في المجلس التشريعي الفلسطيني. وقال مشعل في كلمته، «نحن في حركة حماس، جاهزون لكل مقتضيات الشراكة معكم في فتح، ومع كل الفصائل والقوى الوطنية». يشار إلى أن حركة «حماس»، كانت قد منعت أعضاء حركة «فتح» عام 2009، من الخروج من قطاع غزة إلى الضفة الغربية للمشاركة في المؤتمر السادس الذي عقد في مدينة بيت لحم. ولم تنجح عدة محاولات للمصالحة بين الحركتين منذ أن سيطرت «حماس» في يونيو/ حزيران 2007، بقوة السلاح على قطاع غزة، وكافة مؤسسات السلطة الفلسطينية هناك. مصالح متبادلة .. يرى مراقبون سياسيون في مشاركة حركة «حماس»، وإلى جانبها حركة «الجهاد الإسلامي» في المؤتمر السابع لـ«فتح»، مناسبة يستغلها كل طرف في تعزيز شرعيته المفقودة، وانتزاع اعتراف الآخر به. كما أن «حماس» في سعيها لاستئناف جهود المصالحة، تدرك أن عباس هو الطرف المتفرد بالقرار الفلسطيني خلال هذه الفترة، وصاحب القرار بالمصالحة. وقالت حركة «حماس»، إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، هو من يمتلك شارة البدء في تطبيق المصالحة الفلسطينية، وإنهاء الانقسام الداخلي. وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم، إن «الحركة لا تمانع إجراء الانتخابات»، مضيفاً، أن «حماس ترى في الانتخابات ضرورة وطنية، ومن مستلزمات المصالحة، ونحن أثبتنا موقفنا الإيجابي من الانتخابات، خلال مشاركتنا في الانتخابات البلدية التي عرقلت السلطة إجراؤها»، بحسب تعبيره. وكان من المقرر إجراء الانتخابات المحلية في قطاع غزة والضفة الغربية في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، غير أن محكمة العدل العليا الفلسطينية قررت إجراء الانتخابات المحلية في الضفة الغربية فقط دون قطاع غزة، دون أن تحدد موعداًَ لذلك، قبل أن تعلن حكومة الوفاق الفلسطينية عن تأجيل الانتخابات المحلية لأربعة أشهر يتم خلالها العمل على توفير البيئة القانونية لإجرائها في يوم واحد في كافة الأراضي الفلسطينية. فيما قال أمين سر المجلس الثوري لحركة «فتح» أمين مقبول، إن مشاركة «حماس»، وإن كانت «بروتوكولية»، فإن خطابها في المؤتمر كان مشجعاً للاقتراب من إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة. وأضاف مقبول، أن بند استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام مع «حماس»، كان مطروحاً في كل اجتماعات حركة «فتح»، وسيطرح بقوة في نقاشات المؤتمر. اليوم الرابع للمؤتمر .. واصل المؤتمرون في مدينة رام الله، اليوم الجمعة، فعاليات اليوم الرابع للمؤتمر العام السابع لحركة «فتح»، بعد أن شهد اليوم الأول تعيين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في منصب رئيس الحركة، في إطار أنه كان المرشح الوحيد لشغل ذلك المنصب، بعد حالة الإقصاء والتغييب التي مارسها ضد غالبية القيادات المؤثرة داخل الحركة على مدار الشهور الماضية. كما حاول عباس، كما كان متوقعاً، أن يقدم خلال كلمته على هامش المؤتمر السابع لحركة «فتح»، انتقاداً ضمنياً لبعض الدول العربية، دون أن يذكر اسم أيٍ منها، خلال مراجعته للملف السياسي منذ نشأة منظمة التحرير الفلسطينية، مروراً بفترة تسلمه للرئاسة، خاصة عندما قال: إن «هناك من يتلاعب بمبدأ المبادرة العربية القائم على الانسحاب الإسرائيلي أولاً، قبل الاعتراف بإسرائيل». عباس الذي أكد على رؤيته السابقة لبرنامجه السياسي المبني على المفاوضات، في موازاة تعزيز التواصل مع إسرائيل، حاول أن يبرر فشل تطبيق اتفاق «أوسلو»، وعــــدَّه خطوة إلى الأمام، بغض النظر عن عدم تحقيق الاستقلال والتحرر، معتبراً أنه بموجب هذا الاتفاق تمكن نحو 600 ألف فلسطيني من العودة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، بالإضافة إلى أن بسببه عـُقد المؤتمر السادس والسابع لحركة «فتح»، على الأرض الفلسطينية، بحسب عباس. وعقدت الحركة قبل هذا المؤتمر ستة مؤتمرات عامة، كان أولها قبل الانطلاقة عام 1964، وانعقد المؤتمر الثاني عام 1968 بالزبداني في سوريا، وانعقد المؤتمر الثالث عام 1971، ثم انعقد المؤتمر الرابع في دمشق عام 1980، أي بعد تسع سنوات، وحظي بتغطية إعلامية فلسطينية وعربية ودولية واسعة، وانعقد المؤتمر الخامس في تونس عام 1989، وانعقد المؤتمر السادس بمدينة بيت لحم الفلسطينية عام 2009. وانطلقت يوم الثلاثاء 29 نوفمبر/ تشرين الثاني، أعمال المؤتمر السابع لحركة «فتح» في مدينة رام الله، ويستمر المؤتمر على مدار خمسة أيام، بحضور وفود عربية ودولية، وجميع الفصائل الفلسطينية، بما فيها حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي». وسيكون الحدث الأبرز خلال المؤتمر، انتخاب الهيئات القيادية: المجلس الثوري المؤلف من 80 عضواً منتخباً وحوالي 40 معينين، واللجنة المركزية التي تضم 18 عضواً منتخباً وأربعة يعينهم الرئيس.

مشاركة :